الكاتب: جريس ثلجية
حلم مؤجل.. مأساة طالب من غزة محروم من امتحانات الثانوية العامة بسبب الحرب...
غزة، 21 يونيو 2024 - كان محمد علي، طالب في الصف الثاني عشر من قطاع غزة، يستعد لهذا اليوم منذ سنوات. اجتهد في دراسته، وسهر الليالي، وحلم باللحظة التي يجلس فيها في قاعة الامتحان ليجني ثمرة تعبه ومثابرته. لكن هذا الحلم تحطم بفعل الحرب الضارية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.
محمد ليس الوحيد الذي يواجه هذا المصير المظلم. هناك 39,000 طالب وطالبة في غزة، مثله، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر بداية امتحانات الثانوية العامة، التي كانت مقررة أن تبدأ غدًا. لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين بين أروقة المنازل المدمرة، وأصوات القصف المرعبة، وأجواء الخوف والهلع التي لا تنتهي.
قصة محمد
يقول محمد بصوت متهدج: "كنت أحلم بدراسة الطب في الجامعة، كنت أرى المستقبل أمامي مشرقًا. الآن، لا أعرف ماذا سيحدث غدًا، ولا أستطيع التفكير في شيء سوى الحفاظ على حياتي وحياة عائلتي."
محمد يعيش في حي الشجاعية، أحد أكثر الأحياء تعرضًا للقصف. فقدت عائلته منزلها بالكامل قبل أيام قليلة، وهم الآن يعيشون في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء مؤقت. الظروف المعيشية صعبة للغاية، والطعام والماء والدواء شحيحة. ومع كل هذا، لا يزال محمد يحمل كتبه معه، محاولاً الدراسة عندما تهدأ الأوضاع قليلًا.
تأجيل الأحلام
لم يكن قرار تعليق الامتحانات سهلاً على على الطلاب كلهم . تقول طالبة من الضفة الغربية : "قلوبنا مع طلابنا في غزة. نحن ندرك تمامًا حجم المعاناة التي يعيشونها، ولكن سلامتهم تأتي أولاً. نأمل أن تنتهي هذه الحرب قريبًا، وأن يتمكنوا من العودة إلى دراستهم وتحقيق أحلامهم."
هذه الحرب ليست الأولى التي يعيشها محمد وزملاؤه، ولكنها الأشد ضراوة. الخوف من المستقبل يسيطر على كل تفكيرهم، والقلق على مصيرهم التعليمي يتفاقم مع كل يوم جديد.
نداء للعالم
يواجه الطلاب في غزة حربًا ليست فقط على حياتهم، بل على مستقبلهم وأحلامهم أيضًا. قصصهم تعكس واقعًا مريرًا يعيشونه يوميًا، وتدعو العالم للتحرك من أجل إنقاذ حياتهم ومستقبلهم.
يختم محمد حديثه قائلاً: "لا نريد شيئًا سوى أن نعيش بسلام، أن نحظى بفرصة التعليم مثل أي شاب في العالم. هل هذا كثير؟"
محمد وزملاؤه يوجهون نداءً إلى العالم: "أنقذوا غزة، أنقذوا أحلامنا.