الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياسة سموترتش بين الحماقة والخبث اليهودي

نشر بتاريخ: 22/06/2024 ( آخر تحديث: 22/06/2024 الساعة: 12:59 )

الكاتب: برهان السعدي

القرصان سموترتش يقوم بنهب أموال الشعب الفلسطيني، باستيلائه على أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، ويحول مع الأبله الحاقد بن غفير دون تنفيذ مطالبة قيادة الأمن الإسرائيلي بالسماح للعمال الفلسطينيين بالنزول إلى سوق العمل الإسرائيلي. والنتيجة تجويع الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل، والحيلولة دون قيام السلطة الفلسطينية بالمهام الموكولة إليها كالصحة والتعليم وجميع مناحي الحياة الاجتماعية والمدنية.

وقد حذرت الولايات المتحدة بإدارة بايدن، والاتحاد الأوروبي وبريطانيا من نتائج هذه الخطوات المحمومة، التي ستؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية. وإن انهيارها يؤدي حتما إلى فوضى. وكلما سمع سموترتش هذه العبارات ازداد إمعانا في تسريع هذه النتائج.

كما أن أجهزة الأمن الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي حذر أيضا من النتائج الكارثية التي يمكن أن تحصل نتيجة سياسة سموترتش، لكن الأخير يسعى جاهدا وبسعادة لتحقيق هذا الأمر الكارثي.

والسؤال: لماذا يسعى إلى انهيار السلطة الفلسطينية، هل لعدم معرفته بالأمن ومفاهيم الأمن وانعكاس ذلك على دولة الاحتلال؟! أم لأنه يمعن بالمضايقة على الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين، كمقدمة لتحقيق خطته ذات الثلاثة خيارات، إما تهجير، أو البقاء كخدم دون أي استحقاقات، أو القتل. وهل لا تهم سموترتش حالة الفوضى التي ممكن أن تنشأ نتيجة انهيار السلطة؟؟!

إن سموترتش يعتبر ذلك فرصته لتحقيق شأفة حقده بمصادرة الحلم الفلسطيني بالاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الوطن فلسطين. فانهيار السلطة يعني انهيار المنظومة التي ترعى التربية والصحة والتعليم والمجتمع والمؤسسات وأجهزة الأمن والنظام العام. وبالتالي تحدث حالة الفوضى التي تخشاها إدارة بايدن، ودول أوروبا والدول العربية وقوى حزبية إسرائيلية عديدة، لأن هذا من شأنه خروقات وانهيارات أمنية لا تحصى بمفهوم الأمن الإسرائيلي، فهذه أيضا فرصة الجمر تحت الرماد بالانبثاق وتأجيج النيران، وترويج العنف المقاوم على امتداد الضفة الغربية والقدس، وبالتالي ستشكل عقب آخيل لدولة الاحتلال، خاصة أن جراحها لم تندمل بعد من السابع ن تشرين أول الذي نتج عن قطاع غزة المحاصر منذ سنوات وذي المساحة المحدودة طولا وعرضا وعمقا، فكيف بالضفة الغربية والقدس ذات الجغرافيا والطبوغرافيا المختلفة؟! خاصة، فهل يتوقع سموترتش وغيره باقات ورد من الفلسطينيين الذين عاشوا القهر والقمع والتجويع بسبب سياسات سموترتش وحكومة الاحتلال.

إن سياسة سموترتش تنطوي على استغلال الفوضى، وانشغال الجيش الإسرائيلي بهذه الفوضى وملاحقة الفلسطينيين، في حين سيتفرغ هو وأتباعه من المستوطنين المسلحين بإعلان دولة يهودا والسامرة في الضفة الغربية.

وممكن أن يكون إعلان دولة يهودا في جنوب الخليل في البداية، ثم تلحق بها دولة السامرة في شمال الضفة الغربية، وممكن أيضا أن يتم الإعلان عن دولة يهودا والسامرة، والتنفيذ على مرحلتين، الأولى تنفيذها مباشرة مع الإعلان، في جنوب الضفة الغربية، ثم يتبعها الجزء المتمم من الجسد الاستيطاني في شمال الضفة الغربية.

هذه الحالة الملازمة لطموحات سموترتش المستوطن اليهودي من أصول أوكرانية ويقيم في مستوطنة كدوميم وهو زعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني الفاشي، والمستوطن بن غفير من أصول عراقية كردية ويسكن في كريات أربع على أراضي الخليل، وهو زعيم حزب القوة اليهودية اليميني الفاشي. وهذا الطموح الأكبر لمستوطنين يغتصبون الأرض ويلوثون البيئة وغرباء عن تربة وطينة البلاد.

وعلى الشعب الفلسطيني بسلطته وجميع قواه التنظيمية والمؤسساتية والمجتمعية والدينية إسلامية ومسيحية والعشائرية أن تدرك ذلك، وتستعد لهذه المخاطر. وإن وحدة شعبنا الفلسطيني ووحدة قواه التنظيمية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها، وكسب الوقت أمام التسارع في خطوات الغزاة الصهاينة المحتلين ضرورة وطنية، وواجب مقدس. أما النكوص في إنفاذ ذلك تحت أية مبررات حزبية وفكرية وغير ذلك سيصب فقط في خدمة مخططات الصهاينة في ابتلاع الأرض وتبديد الطموح ومصادرة الحلم.