السبت: 29/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

التوجيهي وعُقم الخيارات

نشر بتاريخ: 26/06/2024 ( آخر تحديث: 26/06/2024 الساعة: 09:04 )

الكاتب:

مؤيد قاسم الديك

في السنوات الماضية كتبتُ كثيرًا عن النهج المتبع في تقييم الطلاب، ومدى ظلم هذا النهج؛ كيف لا، والطالب لا تفيده اثنتا عشرة سنة من الدراسة والتفوق، ومباهاة الأهل بشهادات أولادهم، لينحصر تقييمه ومستقبله في جلسة امتحان ربما لا تتجاوز الثلاث ساعات!

في الدول التي تفكر وتطور من أدواتها، وجودة تعليمها تسعى إلى أن تبقى رائدة في تفوقها؛ لأنها تحترم قيمها، وتعول على الجيل الذي تطور الأدوات من أجل أن يرفع من شأنها مستقبلًا.

قبل سنتين وأكثر كتبت عددًا من المقالات حول النهج الذي ينبغي اتباعه من أجل إصلاح التعليم، وأعلم أن معظمها وصل إلى أصحاب القرار، وكان من ضمنها كيف يكون لدينا معهد تربوي يعنى ببناء المناهج وتصويب البوصلة، وقدمت مقترحات واقعية. لم يلتفت إليها أحد، فيكفينا مناصبنا وامتيازاتنا، أما الوطن فليس مهمًا كيف تكون مخرجاته من الطلاب! وهذا محزن.

هذا بؤس نعيشه منذ زمن، وما زلنا، ومع كل سنة نفتح هذا الملف، وسرعان ما نغلقه.

مع كل تبديل وزاري كان الذي يتغير في مناهج التعليم هو الشكل، والطبعة، كي يكتب اسم الوزير ومن حوله، أما الجوهر فهو ثابت على عقمه وبؤسه!

أكتب اليوم، وأنا كمتخصص اطلع على امتحان اللغة العربية. وحقيقة لا أريد الدخول في مساجلات، وإنما أقول فقط: هذا النهج العقيم يحتاج إلى نسف، ولو كنتُ مسؤولًا في التربية والتعليم لنسفت كل هذه الآليات، واستبدلت تلك الأدوات البائسة، بنهج ومنهاج يراعيان هذا الزمان ومتطلباته، لأن بناء الوطن يحتاج فعلًا، وجهدًا وتعبًا وسهرًا، كي نصلح التعليم من جذوره، ونواكب الأمم ونبتكر كل ما يميزنا عن الآخرين.

أستطيع الإدعاء، بأن كل وزراء التربية، ولا أظلم أحدًا، الذين تعاقبوا على هذه الوزارة منذ أوسلو حتى اليوم لم يتقدم واحدهم بخطة حقيقية لبناء مناهج ترقى إلى متطلبات الحاضر.

أليس من الظلم أن يُختزل جهد اثنتي عشرة سنة في جلسة امتحان؟! أليس الطلاب بشرًا لهم مشاعرهم، وظروفهم وواقعهم الذي لا يخفى على سكان جزر المالديف؟!

الحقيقة المرة تقتضي كلامًا مرًّا، وزراؤنا يقبعون خلف أبواب معزولة، ولن يصل إليهم صراخنا، ولكنً بؤس الحال يجعلنا نصيح ونصرخ لعل أحدًا يفتح بابه يومًا ما