الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تنشر وسائل الاعلام العربية بكل فخر وزهو وسعادة نبأ صحيح مفاده: ان ربع الإسرائيليين يفكرون بالهجرة الى كندا هربا من أجواء الحرب والموت والضياع ، وهربا من حكم اليمين المجنون وبن غفير وسموتريتش وجماعاتهم العنصرية ونظام الابارتهايد الذي يقيمونه .
وفي استطلاع فلسطيني اظهر ربع الفلسطينيين انهم يفكرون في الهجرة من وطنهم. لأسباب واضحة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية. بحسب الاستطلاع فإن الطلب على الهجرة أعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (31٪ و21٪ على التوالي).
ثلث السكان في قطاع غزة وخمس السكان في الضفة الغربية يفكرون في الهجرة من فلسطين. لأسباب كثيرة أهمها فقدانهم الثقة بقياداتهم ، وبسبب خشيتهم على أطفالهم من ويلات الحروب. والوجهة الأكثر تفضيلا للهجرة هي تركيا وكندا..
ووفقا لاتجاه الأمور ديموغرافيا. فانه وفي الدوري النهائي في الصراع بين الشعبين، حيث يلتقي الفلسطينيون الاشاوس مع الإسرائيليين المهاجرين على ارض كندا. وليستمر الصراع.
وكما تلاحظون فان الفلسطينيين في أمريكا والذين يحملون الجنسية الامريكية يواصلون الصراع مع اليهود الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الامريكية . وفي فرنسا يحدث هذا وفي كل مكان . بحيث ان الصراع اصبح ديموغرافيا وليس جغرافيا .
بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين أبو عمار واسحق رابين . نشر احد الظرفاء الإسرائيليين خاطرة في الصحافة العبرية قرأتها حينها وعلقتها على مكتبي بهيئة الإذاعة والتلفزيون في اريحا . قال كاتب الطرفة العبرية :
في ليلة ظلماء اجتمع حاخامات اليهود وقالوا كفى حروبا مع المسلمين وكفى ويلات وكفى موت وكفى اطلاق نار . وقرروا ان يشهروا اسلامهم لتنتهي الحروب ويعم السلام في ربوع الأرض المقدسة .
وصدف في نفس الليلة ان حكماء وقادة الفلسطينيين والعرب المسلمين اجتمعوا وقالوا كفى حروبا مع المسلمين وكفى ويلات وكفى موت وكفى اطلاق نار. وقرروا ان يقوموا بخطوة تربك اليهود فاعلنوا انهم يهودا لتنتهي الحروب ويعم السلام في ربوع الأرض المقدسة .
وفي صباح اليوم التالي وجد " اليهود " وقد اصبحوا المسلمين الجدد ان الطرف الاخر اصبح يهوديا . ويستمر الصراع ، ويستمر الصراع .
قمت بقص هذه العبارات باللغة العبرية وعلقتها على مكتبي . وكان الضيوف يطلبون الترجمة ويضحكون على صاحب هذه العبارات الظريفة الموجعة .
وهناك سوف يكون الصراع من كندي الى كندي . نتحداهم كنديا وننغص حياتهم في كندا ويفشلون حياتنا في كندا .
والمضحك المبكي ان نجد هناك ان اللبنانيين قد هاجروا الى كندا ، والسوريين والعراقيين ، والليبيين والاردنيين والمصريين .
اليوم بعد ثلاثين عاما . وبسبب افشل قيادات عربية ويهودية انجبها التاريخ المعاصر ، صار الجميع يفكر بالهجرة وترك هذه البلاد الجميلة للقادة واولادهم وشركاتهم . ونفترض ان الفلسطينيين يفكرون بالهجرة الى كندا . والمستوطنين اليهود يفكرون بالهجرة الى كندا .
لاقونا في كندا .. تفضلوا .
ملاحظة : هذه خاطرة على شكل صورة قلمية مؤلمة وليست دعوة للهجرة .