الكاتب: عواد الجعفري
إن التعبير أعلاه يثير النفور لدى الكثيرين، لأنه يعبر عن خصلة بالغة السوء في الإنسان اسمها: الأنانية.
تقابل هذه الخصلة الخبيثة، خصلة حميدة تحمل أسماء كثيرة منها: الإيثار، وإنكار الذات، أو على الأقل الاهتمام بالآخرين.
لا نتجاوز إذا قلنا إن أحد أسباب استمرار الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة الفقير والمحاصر هو مبدأ "اللهم نفسي"، الذي تتبعه دول وأشخاص على حد سواء. البعض يركض وراء مصلحته ولا يعبأ بما يحدث لأهله وأبناء أمته مهما كان ذلك فظيعا.
يحكى أنهم قالوا لجحا: "لقد أشعلت النار يا جحا"، فرد: "لا يهمني طالما ليست في قريتي"، فقالوا: "بل هي في قريتك"، فرد مجددا: "لا يهمني طالما ليست في حارتي"، ثم قالوا "بل هي في حارتك"، فرد للمرة الثالثة: "لا يهمني طالما ليست في بيتي"، وقالوا بعد ذلك: "بل هي في بيتك"، فما كان منه إلا أن أجاب :"لا يهمني طالما ليست في سروالي".
هذا هو منطق هؤلاء فطالما أن نيران الاحتلال في غزة فلا شأن لهم بها، لأنها في ظنهم – وهم مخطئون طبعا- أنها لن تطالهم. مشكلة الاحتلال ليست مع قطاع غزة فحسب، ومن يعتقد ذلك عليه أن يراجع حساباته.
هناك حديث للرسول (ص): "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"، والأخلاق والعروبة والوطنية وألف سبب آخر يدعونا إلى التكاتف والاهتمام بالآخر من أبناء شعبنا.
لكن البعض يصر على مبدأ "اللهم نفسي"، على علاته، فعاجلا أم آجلا ستصل إليه النار، كما وصلت إلى غزة من قبل.
إن ما يجري في غزة إبادة فاقت كل الحروب التي شنت على الشعب الفلسطيني تقريبا من قسوتها وشدتها، وهذا يتطلب قدرا من الاهتمام بسكان القطاع ولو بقليل، فليس مطلوبا منك أن توقف حياتك كلها، لكن "فكّر بغيرك ولا تنس شعب الخيام"، كما قال الشاعر الراحل محمود درويش، ونضيف عليها قليلا: افعل شيئا ولو بسيطا لهم.