الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء بكين وضرورات الوحدة

نشر بتاريخ: 20/07/2024 ( آخر تحديث: 20/07/2024 الساعة: 20:53 )

الكاتب: محسن ابو رمضان



لا يمكن لوم احد علي حالة التشاؤم بخصوص لقاء الفصائل المرتقب في بكين .
لقد تكررت لقاءات الفصائل بالعديد من العواصم دون نتيجة تؤدي الي إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية.
اعتقد ان لقاء بكين يأتي في سياق يدفع بالضرورة باتجاة الوحدة خاصة اذا ادركنا ان الصين وروسيا يحاولا قيادة عالم متعدد الاقطاب في مواجهة الهيمنة الأمريكية واحتكارها لملف الصراع في فلسطين .
فجميع العوامل الموضوعية تؤكد علي ذلك.
الاحتلال مستمر منذ حوالي عشرة اشهر باعمال الابادة الجماعية بحق شعبنا في غزة وهو يحاول تطبيق خطة الحسم بالضفة عبر تعميق الاستيطان وتهويد القدس وتنفيذ منظومة من المعازل والبانتوستانات في إطار تعزيز سيطرة الاحتلال والمستوطنين عليها .
يعمل الاحتلال علي تشريع ممارساتة الميدانية الاستعمارية علي الأرض بقوانين يقرها الكنيست كما حدث مؤخرا من خلال رفض قيام دولة فلسطينية غرب النهر واعتبارها تهديد وجودي لدولة الاحتلال.
تتحدي دولة الاحتلال القوانين والقرارات الدولية واخرها تصريحات قادة حكومة الاحتلال الفاشية بالمطالبة ببسط سيطرة الاحتلال علي الضفة والإعلان عن ضمها.
لقد كشف عدوان الاحتلال علي غزة مدي فاشية وعدوانية دولة الاحتلال وفكك من مظاهرها الخادعة التي حاولت تضليل العالم بها بادعاء انها دولة ديمقراطية.
لقد أصبحت إسرائيل تساوي القهر والبطش والتطهير العرقي والابادة الجماعية والتميز العنصري.
هناك حالة من التضامن الشعبي الدولي الواسع مع حقوق شعبنا وذلك علي مستوي الشعوب وقد بدأ أيضا يظهر علي مستوي الدول من خلال الاعترافات الدولية بدولة فلسطين بحوالي 148دولة بالوقت التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ويتم التوجية باستصدار مذكرات اعتقال لكل من نتياهو وغالانت كما تؤكد محكمة العدل الدولية عن وجود معقولية بارتكاب إسرائيل لأعمال الابادة الجماعية في ع
غزة كما أكدت مؤخرا علي المركز القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة بالعام 1967بوصف الممارسات الاحتلالية بها غير شرعية وتخالف القانون الدولي وغير شرعية بما في ذلك الاستيطان والتهجير القسري وبأن الشعب الفلسطيني يجب أن يحصل علي حقة في تقرير المصير وذلك برسم الارادة الدولية .
تتهدد القضية الوطنية مخاطر عدة أبرزها خطر الوصايا من خلال مايسمي باليوم التالي خارج اطار حماسستان او فتحستان كما يكرر نتياهو كما هناك مخاطر لها علاقة بشرعية تمثيل المنظمة عبر البحث بالخيارات السياسية بما يتجاوزها .
تستغل القوي المعادية حالة الانقسام لتمرير مايسمى باليوم التالي في غزة بما يعمل علي فصلها عن الضفة ويحول الأخيرة الي كنتونات وجزر معزولة تحت السيطرة الكولونيالية الاحتلالية .
ان التصدي للمخاطر الجدية المحدقة بالقضية الوطنية يكمن بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة واعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال من خلال اجتماع فوري للمجلس المركزي بمشاركة الكل الوطني بما في ذلك حركتي حماس والجهاد علي ان يعتبر برلمان دولة فلسطين المؤقت وبما يشمل مطالبة العالم بإنهاء الاحتلال عنها .
اننا بحاجة الي استثمار الزخم الدولي المناصر لحقوق شعبنا وخاصة بما يتعلق بالدولة كتجسيد مادي لحق شعبنا في تقرير المصير باتجاة الاعلان عن تجسيد هذة الدولة وفق القانون الدولي بما يمنع محاولات التجزءة والتفتيت او التنازع علي التمثيل.
ان الجميع في دائرة الاستهداف وان انتظار التغيرات بالإدارة الأمريكية غير مفيد خاصة مع تزايد احتمالات صعود ترامب وهو الأكثر ولاء لليمين الصهيوني .
ان العوامل الموضوعية مهيأة لتحقيق الوحدة فهل ستكون العوامل الذاتية مهيأة ايضا .