الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما وراء اشتعال الجبهة اليمنية الإسرائيلية

نشر بتاريخ: 21/07/2024 ( آخر تحديث: 21/07/2024 الساعة: 09:39 )

الكاتب: معتز خليل

جاءت الضربات التي وجهها الجيش الإسرائيلي ضد بعض من الأهداف اليمنية التابعة لسيطرة جماعة الحوثيين لتزيد من دقة المشهد الاستراتيجي في المنطقة ، خاصة في ظل التصعيد المتوقع بين الطرفين في المستقبل.
والواضح فإن الكثير من المعطيات تشير إلى بدء العمليات الفعلية للتحالف الإقليمي الذي طالما سعت إسرائيل إلى تدشينه ، وهو التحالف الذي يضم إسرائيل مع دول السلام الإبراهيمي فضلا عن السعودية ومعها الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويمثل تدشين هذا التحالف واحدة من أهم الأهداف الإسرائيلية ، وهو الهدف الذي بات واضحا أن تنفيذه هدفا استراتيجيا لإسرائيل التي تستغل تداعيات عملية السابع من أكتوبر من أجل تفعيل العمل بهذا التحالف.
ومن واقع القراءات الاستراتيجية لهذه العملية (الضربة الجوية الإسرائيلية لميناء الحديدة) سنجد أن بها تأكيدات على وجود أطراف إقليمية ، سواء خليجية أو أطراف عالمية تعترض على السياسات التي ينتهجها الحوثيون ، وتحديدا تعطيل التجارة في البحر الأحمر.
وبالعودة لتداعيات العملية العسكرية بالأمس وضرب ميناء الحديدة ، بات واضحا دقة الموقف برمته في المنطقة الآن .
بداية يعاني اليمن الأمرين من التداعيات العسكرية التي يمر بها ، حيث دخلت البلاد ومع سيطرة الحوثيين على الكثير من المواقع في مجاعة وأوبئة وأمراض لا نهاية لها ، فضلا عن تدهور العلاقات الاستراتيجية بين اليمن وعدد من كبار دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والسعودية.
وتشير تقديرات الموقف الحاصل الآن إلى خطورة هذه التطورات برمتها ، خاصة وأن الضربة الإسرائيلية ومن قبلها الضربة اليمنية ضد شارع بن يهودا تأتي مع الكثير من التطورات التي تشهدها اليمن ، في ظل تواصل الخلاف العسكري بالدولة وتسبب الحرب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتفشي الأوبئة والأمراض بالبلاد وارتفاع عدد المهاجرين من الدولة وتزايد مشكلات التعليم المتعددة.
غير أن هناك بعض من النقاط السلبية والإيجابية التي أستعرضها في السطور التالية لإلقاء الضوء على تداعيات هذه العملية.
الإيجابيات
تعدد الإيجابيات من وراء التصعيد الحاصل حاليا ، وتحديدا عملية شارع بن يهودا بحسب تحليل مضمون ما أشارت إلية بعض من منصات محور المقاومة الإعلامية ومنها :
1- أن العملية أثبتت ضعف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية بصورة واضحة ، خاصة وأن الطائرة اخترقت إسرائيل لمسافة طويلة حتى استطاعت الوصول لواحدة من المواقع الاستراتيجية المدنية
2- يستخدم الكثير من الإسرائيليين ، وتحديدا من سكان تل أبيب، الطائرات الدرون المسيرة ، وهو استخدام جعل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تتخبط ولا تنتبه لهذه الطائرة اليمنية التي استغلت هذا الأمر وقامت بصعق اسرائيل بضربة نوعية دقيقة ، ومن الواضح آن الفريق اليمني الذي أشرف على هذه الضربة درس واقع تل أبيب وسلوكيات سكانها لتوجيه هذه الضربة
3- من الواضح آن جماعة الحوثي تمتلك منظومة دفاعية استراتيجية متميزة للدفاع الجوي ، وهي المنظومة التي بات من الواضح قوتها الهجومية التي لا تستطيع إسرائيل الصمود أو التعاطي معها بسهولة.
سلبيات
وكمان أن لهذه العملية وتحديدا عملية ضرب شارع بن يهودا إيجابيات ، فإن لها سلبيات أيضا ، وعلى سبيل المثال :
1- لا يزال الكثير من أبناء الشعب اليمني يؤكدون أن اليمن حاليا تجر لحرب لا ناقة فيها ولا جمل ، معتبرين أن هذا التصعيد من قبل جماعة الحوثي ضد إسرائيل لن يصب في الصالح اليمني بالنهاية
2- تعاني اليمن الكثير من المشاكل والأزمات بسبب الحرب ، ورغم كل هذا تقوم جماعة الحوثي بالكثير من العمليات المكلفة ، والأفضل توجيه هذه الأموال لصالح بناء اليمن بدلا من خوض غمار حرب ضد إسرائيل
3- كان لي حديث مع الكثير من أبناء الشعب اليمني في لندن ممن توجسوا من تدهور العلاقات مع مصر تحديدا بسبب ما تقوم به بعض من قوات الحوثي البحرية من عمليات قرصنة للكثير من السفن القادمة من قناة السويس ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة عموما.
الخلاصة
اعتقادي الشخصي ان هذه الحرب الدائرة في غزة وتدخل قوات الحوثي بها ، أثبتت قوة العقلية العسكرية اليمنية المتميزة ، إلا أن حسابات الربح والخسارة لا تزال تتأرجح بصورة درامية ، في ظل وجود حقيقة ثابتة ، وهي أن اليمن بالفعل يعاني بسبب ويلات الحرب، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد الاستراتيجي اليمني حاليا بصورة واضحة.