الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبرز طامحي "الديمُقراطي" لخلافة بايدن

نشر بتاريخ: 24/07/2024 ( آخر تحديث: 24/07/2024 الساعة: 12:53 )

الكاتب: هيثم زعيتر

اشتعل مُجدداً السباق نحو البيت الأبيض، قبل 104 أيام من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، المُقرر، أول ثلاثاء من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، الذي يُصادف تاريخه (5 منه).

يُجرى استحقاق انتخابات الرئيس الأميركي الـ60، لولاية مُدتها 4 سنوات، مع حقه بالترشح لولاية ثانية، وأيضاً انتخاب نائب للرئيس للمُدة ذاتها.

اتخذ الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن قراره بالتنحي، وهو يتلقّى العلاج من "كوفيد 19" في منزله على شاطئ ولاية ديلاوير.

وقد ترك انسحاب بايدن (81 عاماً) من الترشح، ارتياحاً لدى "الديمُقراطيين"، بعدما اقتنع بالتنحي، استجابةً لنصائح وضُغوطات كبار المسؤولين في الحزب والداعمين له، خاصة في ظل الاستطلاعات التي أظهرت تراجع التأييد له، مُنذ المُناظرة التي جرت مع مُنافسه المُرشح "الجمهوري" الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (28 حزيران/يونيو 2024)، ثم حالة التشتت الذهني التي ظهرت عليه، وهو ما برز بزلّات لسان عدة.

وقد أعاد ذلك خلط الأوراق، بعدما بدأ ترامب يعيش نشوة الانتصار المُبكر، مُستفيداً من الرصاصة التي أصابت أذنه اليُمنى (13 تموز/يوليو 2024)، والضمادة التي أضحت "أيقونة".

لكن، أسباب تراجُع بايدن لا يقتصر فقط على زلّات اللسان وشُروده الذهني، بل بتأثّر السياسة الداخلية، والسياسات الخاطئة التي انتهجها، على المُستوى الخارجي، ما أدخل الولايات المُتحدة حُروباً، وزاد من مشاكلها، وفي مُقدمة ذلك:

- الوقوف مع أوكرانيا ودعمها في حربها ضد روسيا.

- دعم الكيان الإسرائيلي في حرب الإبادة على قطاع غزة، التي طوت يومها الـ291، حاصدة حوالى 40 ألف شهيد، و10 آلاف مفقود، وأكثر من 95 ألف جريح، فضلاً عن 14750 حالة اعتقال، وتدمير ما تجاوز 360 ألف وحدة سكنية، ونُزوح ما يفوق مليوني نسمة داخل قطاع غزة، والاعتداءات في الضفة الغربية والقدس، وضد المُقدسات الإسلامية والمسيحية، والتنكيل بالأسرى، في حرب الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والتمييز العُنصري، والاستيطان والاضطهاد، بدعمٍ ماليّ وبالأسلحة وقنابل الموت، مع غطاءٍ سياسي، باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لصالح الكيان الإسرائيلي.

وظهر واضحاً تأثّر الرأي العام الأميركي بمشاهد الإبادة الجماعية، وتحرّك الطلاب وفي الشارع ضد ذلك.

الجميع يُدرك أن بايدن بإمكانه الضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف عُدوانه، وهذا ما يُتيح له أن يُمارسه خلال استقباله رئيس حُكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ليس بالأمر السهل على المُرشح البديل، الذي سيحظى بتأييد "المُؤتمر الجُمهوري"، الذي سيُعقد بين 19-22 آب/أغسطس 2024، خوض السباق الرئاسي، نظراً إلى الفترة القصيرة التي تفصل عن موعد إجراء الانتخابات.

يُفتح باب الترشح في موعد أقصاه قبل 10 أيام من موعد عقد مُؤتمر "الحزب الديمُقراطي"، شرط حصول المُرشح على دعم 40 عُضواً من اللجنة الوطنية الديمُقراطية، وأن يكون بما لا يقل عن 7 أعضاء من المناطق الجُغرافية الأربعة للحزب.

وتجتمع اللجنة الوطنية الديمُقراطية، التي يبلغ عددها 450 عضواً، لاختيار مُرشح، وفي مرحلة ثانية، يجب على المُرشح أن ينال تأييد 3933 مندوباً في الجولة الأولى، وإذا لم يتمكن من ذلك، فإنه يجب أن يحصل في الجولة الثانية على تأييد 4672 مندوباً، التي تشمل مُشاركة المندوبين التلقائيين.

وإن كانت الاستطلاعات قد سجلت تراجعاً لبايدن، فإن المُرشح البديل سيجد صُعوبة لتحسين الصورة التي ظهر بها الرئيس الأميركي، وتحقيق ما يطمح إليه "الديمُقراطيون".

كثر في "الحزب الديمُقراطي" يطمحون لأن يحظوا بالترشح، في طليعة هؤلاء:

- نائب الرئيس الأميركي الحالي كمالا هاريس، المدعومة من الرئيس بايدن، والرئيس الأسبق بيل كلينتون وعقيلته هيلاري كلينتون، "كتلة النواب السود" القوية في الكونغرس، وعدد من المُؤثرين داخل "الحزب الديمُقراطي" والداعمين له.

- عقيلة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ميشيل أوباما.

- حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم.

- حاكم ولاية إلينوي جي بي بريتزكر.

- حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر.

- حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو.

- وزير النقل بيت بوتجيج.

لا يُوجد برصيد هاريس أي صوت من المندوبين، لأن بايدن هو من نالهم، ولا يُمكنه تجيير الأصوات التي منحوه إياها لدعم مُرشح آخر غيره.

لكن، بتأييده ترشيح هاريس، يكون قد منحها 50% من المسافة، لتحظى بتأييد "المَجمَع الانتخابي للحزب الديمُقراطي"، وإذا ما دعت ترامب إلى مُناظرة ورفض الأمر، فإن ذلك يُعطيها حظاً أفضل للاستفادة منه.. وإذا ما قبل، فإنها بحاجة إلى تقديم رُؤيتها كمُرشحة للرئاسة بشكل أكثر إقناعاً مما قدّمه بايدن!

ومن المُميزات التي تستفيد منها هاريس أيضاً عن باقي المُرشحين المُحتملين، أن القانون لا يسمح لأي من المُرشحين استخدام 200 مليون دولار، جمعت للحملة الانتخابية لبايدن ونائبه هاريس، ما يتطلب إعادة جمع أموال من البداية، وهو أمر صعب لكنه ليس مستحيلاً.

بينما هاريس، يُمكنها الاستفادة من هذه الأموال، لأنها جُمعت للحملة الانتخابية لها مع بايدن.

كما تمكنت خلال أقل من 24 ساعة من جمع أكثر من 80 مليون دولار أميركي دعماً لحملتها الانتخابية.

الأمر ليس سهلاً على "الديمُقراطيين" في الفترة الفاصلة عن موعد فتح أبواب الاقتراع، لكن يبقى أفضل من استمرار بايدن بالترشح، وإن كان ليس مضموناً فوز مُرشح "الديمُقراطي" بالرئاسة، لهذا، فإن الجهد سينصبّ من أجل المُحافظة على الأكثرية في مجلس الشُّيوخ واستعادة الأغلبية في مجلس النُّواب!