الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ستي نفيسة زعلانة وبدها تفتي

نشر بتاريخ: 27/07/2024 ( آخر تحديث: 27/07/2024 الساعة: 14:02 )

الكاتب: د. محمد عودة

اثناء إنتظار البيان الذي سيتلوه السيد نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية كان باب بيتي يُطرق بشدة وعند فتح الباب كانت المفاجأة السارة جدتي لامي واسمها ذوابة التي نادرا ما تخرج من بيتها ،لقد تجاوزعمرها القرن الا انها لا زالت صاحبة نكتة وروح دعابة.

اول كلامهابعد السلام والقبل والاحضان ،انا زعلانة منك يا ستي لانك كتبت عن ظريفة بنتي وما كتبت عني ولا حتى عن امك (سكر هلتلفزيون ) اطفيء التلفزيون عشان بدي اشوفكم ونتخرف ،اجبتها بخجل ستي خليني اسمع قرار محكمة العدل وبعدين بطفيه وانا آسف يا ستي اني كتبت عن خالتي قبلك!!!طيب اسمع بلكي بتقدروا تطولوا الزير من البير،والله يا بُني لا محكمة ولا غيرها هذول الصهاينة يا ستي محميين من لاميركان الي هم راس الحية (الافعى) والحية ما بتموت الا اذا ضربتها على رأسها.عشان هيك الحرب مطولة يا ستي وانت وجماعتك لازم تغيروا وتبدلوا في طريقتكم،صح انتو ضعاف لكن اذا عرفتوا تتعاملوا بشكل صحيح اكيد راح تنتصروا.ولولا انقذني أذان المغرب لما استطعت سماع الراي الاستشاري كاملا رغم انني كن مشتت الذهن وافكر فيما قالته ستي ذوابة الا انني سررت جدا لشمولية الراي الاستشاري والذي سيشكل مرجعية قانونية لصالح فلسطين.

لقد توقفت طويلا عند جملة قالتها (انت وجماعتك لازم تغيروا وتبدلوا،طبعا قصدها بجماعتك القيادة فهي تعتقد انني صاحب مكانه مرموقة ولا تعرف انني لا اعدو كوني مواطن يحاول ان يكون صالحا)وبدأت افكر في قصدها من التغيير والتبديل،سالتها بعد ان اتمت صلاتها عن قصدها فاجابت باقتضاب تغيروا (خرافكم) لغتكم وتبدلوا قيادتكم.

فيما يخص التغيير فانا اتفق مع ستي بالمطلق فبعد قرار محكمة العدل الدولية التي اكدت على عدم شرعية احتلال أراضي دولة فلسطين (في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها شرقي القدس) فان من واجب القيادة الفلسطينية إعادة النظر في البرامج المطروحة فيما يخص التعامل مع الكيان الصهيوني سواء الاستراتيجية منها ام التكتيكية.بمعنى انه لم يعد مقبولا ان نستمر في برامج فيها شراكة ولو نظريا مع الكيان في الوقت الذي يتنصل هذا الكيان من كل اتفاقياته مع فلسطين ويذهب بعيدا في تجاهل ما هو اهم من الاتفاقات لا بل الضرب بعرض الحائط بالقوانين الدولية والانسانية .

وعطفا على ما سبق فإن على القيادة الفلسطينية إعادة النظر في المصطلحات المستخدمة خاصة وان الكيان تنصل من كل الاتفاقيات وابعد من ذلك تنكر للقوانين الإنسانية والدولية عبر ممارسة الابادة الجماعية والتطهير العرقي قولا وفعلا وهي جرائم حرب وجرائم ض الانسانية ،فإسرائيل التي ترفض قيام دولة فلسطينية وتقول ان حق تقرير المصير في فلسطين هو حصرا لليهود لا يمكن ان يكون هذا الكيان شريكا في اي شيء .

وبما ان القرارات الاستشارية اكدت على عدم شرعية الاحتلال و مغتصباته وان على الكيان ان ينهي احتلاله لدولة فلسطين باسرع وقت ممكن وان عليه دفع تعويضات للفلسطينيين المتضررين من الاحتلال .

ومن اجل ترسيخ المفاهيم القانونية الواردة في نصوص راي محكمة العدل الاستشاري فان علينا كما قالت ستي ان نوحد الخطاب وان نغيير المصطلحات،فلا يجوز ان نتحدث عن اسرى والحقيقة انهم مختطفين ،ولا يجوز ان نستخدم مصطلح القدس الشرقية بديل عن شرقي القدس ،اما المستوطنات فهي مغتصبات،والكيان الصهيوني ليس الطرف الآخر بل الاحتلال ،وجيشهم ليس الجيش الاسرائيلي بل هو جيش الاحتلال والمستوطنين عصابات المغتصبين،كما يجب تعميم استخدام مصطلح دولة فلسطين بدل السلطة الوطنية، ثم ان علينا بالضرورة التاكيد على قرارات الشرعية الدولية خاصة 181 و 194 حتى وان كان المجتمع الدولي يتحدث عن اقل من ذلك.

على القيادة ان تكثف جهودها على الساحة الدولية ضمن الخطاب الجديد وبادوات جديدة وهنا يكمن التبديل الذي تحدثت عنه ستي، فان تبديل الادوات ربما لا يخضع للظروف المعقدة اما تبديل القيادات في كل دول العالم فهو يشكل ضرورة وفلسطين ليس استثناء لكن قد لا يكون الوقت مناسب الآن لتبديل جذري ،فالتبديل يحتاج الى انتخابات شفافة غير متاح اجرائها الان في ظل الحرب رغم انها استحقاق منذ زمن.وعند اجراء الانتخابات بالضرورة توحيد مرجعية الشعب الفلسطيني (منظمة التحريرالفلسطينية ) وهي شرعية التمثيل الفلسطيني الى حين انهاء الاحتلال وتجسيد الدولة على الواقع.