الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
أراد الرئيس التركي اردوغان ان يعمل على تحفيز جيشه فقال ان الجيش القوي تدخل في كاراباخ وفي ليبيا ، ولو كانت إسرائيل تخشى قوة جيش تركيا لما فعلت ما فعلت بغزة .
وعلى الفور شرع العديد من الوزراء المقربين من نتانياهو الدعوة لاغتيال رجب اردوغان. ونشروا صورته الى جانب صورة الرئيس العراقي صدام حسين ما أوحى ضمنا الى دور إسرائيلي ما في اغتيال الرئيس العراقي .
اسرائيل اغتالت الزعيم ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين وأبو علي مصطفى والاديب غسان كنفاني والطبيب ثابت ثابت ومئات من العلماء القيادات والشعراء والأطباء والمبدعين وعلماء الاجتماع والأطفال ...
في مناسبات قبلها دعا وزراء إسرائيليون اخرون لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، ولاغتيال امين عام حزب الله حسن نصر الله .
اجتمع الكابينيت الإسرائيلي مساء الاحد وكلّف نتانياهو باختيار الهدف القادم في لبنان . وانتظر الجميع عدوانا جويا على اهداف لبنانية ، لكن هذا لم يحدث بسرعة رغم الترويج الإعلامي الأمريكي والإسرائيلي عن هجوم " موجع " من جانب إسرائيل .
نتانياهو لا يغامر بتعريض تل ابيب للقصف ، ولكنه يفضّل الأهداف البشرية سواء داخل لبنان او خارجها . فقد اغتال عماد مغنية في سورية ، وخطط مع ترامب لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد .
وفي غزة وعلى شكل اغتيال جماعي ، استشهد مؤخرا نحو ثلاثة الاف طفل ومدني خلال محاولة إسرائيل اغتيال محمد ضيف دون ان تعتذر إسرائيل عن الخسائر البشرية ودون ان يرمش جفن للطيارين الذين قصفوا مراكز الايواء بقنابل أمريكية ضخمة ، تماما كما لم يعتذر الطيارون الامريكيون من الضحايا اليابانيين في هيروشيما ونجازاكي .
اغتيال الرؤساء والزعماء والقادة ديدن الاحتلال الإسرائيلي ، ورثها عن الاب الروحي أمريكا . فأمريكا تعتبر ان اغتيالها لخصومها ابداع ويستحق الاحتفال . ولكن اذا حاولت أي جهة ممارسة اغتيال شخصية أمريكية فان الشجب والادانة تملأ الدنيا كلها.
التشجيع الأمريكي للاغتيالات متواصل بشرط ان لا يكون الهدف امريكيا او إسرائيليا .
والعجيب في هذه الدنيا ان شابا امريكيا حاول اغتيال الرئيس الأمريكي ترمب كما ان الرئيس كندي تم اغتياله . ومتطرف يهودي اغتال رئيس وزراء إسرائيل اسحق رابين عام قبل ثلاثين عاما .
إسرائيل تبحث عن هدف جديد للعدوان الجديد بشرط ان لا يؤدي الى حرب شاملة او الى حرب إقليمية . وعلى ما يبدو انها تبحث عن هدف بشري هذه المرة أيضا.