الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا تزرعوا الفتنة بأيديكم

نشر بتاريخ: 30/07/2024 ( آخر تحديث: 30/07/2024 الساعة: 14:34 )

الكاتب:

الكاتب: باسل ابو الحاج

بدأنا نزرع الفتنة بيننا بأيدينا وكأنه هذه المرحلة بحاجة الى كل هذا الام لم يكفنا كم الدماء التي نشاهدها ولم يكفنا عدد الجرحى ولم يكفنا هدم البيوت وتشريد أهلنا في القطاع الحبيب نحن اليوم بأشد الحاجة الى الالتفاف حول بعضنا البعض نتوحد لمواجهة الاعصار الذي يلطم بنا من كل جهةـ يجب ان تجتمع ضمة العصي حتى يصعب كسرها، لم يكفينا قتل أطفالنا ونسائنا من اعدائنا وها نحن نبدأ برش بذور الفتنة لنقتل بعضنا بعضا.

بعد اتفاق اسلو بنيت مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية حيث خرج اغلب الشعب الفلسطيني لاستقبال العائدين واستقبال قوات الامن الفلسطيني عند استلام ونقل المهام في المحافظات الفلسطينية وانضم الى مؤسسات السلطة الفلسطينية بشقيها المدني والعسكري خيرة أبناء شعبنا العظيم ليساهموا في بناء دولة وهي حلم بان تصبح حرة مستقلة، لا أحد ينكر ان الكمال لله وحده فالعمل يحتمل الخطأ والصواب فعند انتقاد سلوك لا يجوز الاعتراض على النظام لأنه النظام وجد لخدمة الانسان واستغلال النظام يصبح هو المشكلة.

فاذا كان هناك سلوك لحل قضية او لتنفيذ القانون يكون في غير مكانه بغد النظر عن مضمونه وعن تصرف منفذ الامر لإنجازه، فلا يجوز ان تكون ردة فعل الشارع وقد يكونوا على حق بان يتم الهجوم على مؤسسات وافراد المؤسسة بشكل عام او على النظام، وأود التنويه هنا بان من يتم التحريض عليهم هم من أبناء شعبنا والاغلب قد يكون من اقربائنا من الدرجة الأولى او الثانية وبكل بساطة قوى الامن الفلسطينية والقطاع المدني كله من أبناء شعبنا وخاصة من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة واكاد اجزم بانه لا يوجد مواطن فلسطيني لا تربطه صلة قرابة مع احد أبناء وموظفي السلطة الفلسطيني فعند التحريض على مواجهة أبناء هذه المؤسسة سنتواجه مع بعضنا البعض لأنه طبيعة مجتمعنا طبيعة عائلية، فلذك ستكون النتائج حرب أهلية عائلية شلال دم لن يرحم احد ولن يترك احد.

يجب إعادة التفكير في طريقة انتقاد سلوكيات العاملين في المؤسسات العامة الفلسطينية ويجب ان يكون الانتقاد ليس موجه الى خسارة النظام هذا النظام فاتورته كانت دماء شهداء وجرحى وعمر مضى لأسرى نحن بحاجة الى إعادة تعريف معنى رجل الامن الفلسطيني ودور الأجهزة الأمنية الفلسطينية حتى لا يبقى الغط حول مفهومها وهذا أحد النقاط التي يدعي لها القائد مروان البرغوثي من خلف القضبان فمكونات هذه الأجهزة من أبناء شعبنا ومنضالينا واسرانا وغيرهم، فلا يجوز ان يكون اكثر شعوب العالم تعليما بان يكون انتقادهم بهذه الصورة وكانه اكبر مشكلة يوجها الشعب الفلسطيني هو وجود السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

نعم نستطيع الانتقاد ونمتلك القدرة على توجيه الصواب ونطلبه، نعم هناك سلوكيات لقيادة وافراد بحاجة الى تفسير وعقاب في بعض الاحيان لعمل معين، وأكثر حكومات وأنظمة العالم ديمقراطية تحدث أخطاء في تصرفات معينه ولكن هناك من يعاقب ويحاسب ويسال ونحن حتى نكون واضحين غياب المؤسسة التشريعية عن الواقع الفلسطيني أصبح هناك خلل كبير واضح فليس من يستطيع معاقبة ومراقبة سلوكيات افراد السلطة التنفيذية وهذا الذي يجب المطالبة به فالوزير يسال واللواء يسال والرئيس يسال امام السلطة التشريعية ، فلا يجوز البقاء بدون سلطة تشريعية منتخبة ممثلة للكل الفلسطيني.

هذه السلطة وجدت لخدمة أبناء شعبنا وتعزيز صمودهم حتى التحرير بغد النظر عن الطريقة والأسلوب فليس من المعقول ان نمارس التدمير ونزرع الفتن، وأقول لكل قائد ولواء ومسؤول وزعيم عليكم إعادة النظر في الوضع الداخلي لمؤسساتكم بصفتكم الوظيفية القيادية لمراجعة بعض التصرفات والسلوكيات لأبناءالمنظومة واكاد اجزم ان ما يحدث من زارعة للفتن لا يمكن الا ان يكون بجزئيين جزء داخل المنظومة وجزء اخر خارج المنظومة كلنيكمل بعضه البعض، فيجب عمل مراقبة ومحاسبة داخلية والقيام بجزء من دور السلطة التشريعية للحفاظ على مجتمعنا سليم معافا من الفتن.

نناشدكم بان تحرصون على وأد هذه الفتنة حتى يمر هذاالاعصار بأمان نختم ونقول لا تزرعوا الفتنة بأيديكم. بسم الله الرحمن الرحيم " الفتنة اشد من القتل"