الكاتب: محسن ابو رمضان
تتعدد التفسيرات وراء قرار نتياهو بتصعيد مسار العدوان خاصة بعد عمليتي الاغتيال لكل من المناضلين فؤاد شكر واسماعيل هنية لما ينطوي علي ذلك من أبعاد بتجاوز الخطوط الحمراء بما يتعلق بحزب اللة وايران.
تمت عمليات الاغتيال في مقر حزب اللة الأمني اي بالضاحية الجنوبية ببيروت وبطهران عاصمة إيران.
قد تكون احد اسباب التصعيد تكمن بترميم صورة الردع لدولة الاحتلال بعد صمود المقاومة وفشل نتنياهو بتحقيق اهداف العدوان علي غزة وكذلك ردا علي الضربات التي تلقاها من الحوثيين باليمن ومن حزب اللة .
هذة التفسيرات وغيرها قد تكون صحيحة ومفيدة للتحليل.
ولكني اعتقد ان هناك اهداف اخري يريد نتياهو تحقيقها .
هو يريد اخماد الاحتجاجات الداخلية والتي تزداد تصاعدا مترابطة مع انتقادات المؤسسة الأمنية والعسكرية العميقة بدولة الاحتلال والتي تتهمة هي وأسر المحتجزين انة المعطل الرئيسي للصفقة وللهدنة في غزة .
نتياهو لة مصلحة شخصية بإطالة امد العدوان من أجل أن يبقي رئيسا للوزراء لمدة طويلة ولحماية نفسة من الملفات التي تطاردة ومنها ملفات الفساد وملف اخفاق السابع من أكتوبر.
وبراي فإن مسألة التصعيد تتعدي الأبعاد الشخصية أيضا.
نتياهو يريد استغلال اللحظة التاريخية لاستكمال تنفيذ المشروع الصهيوني سواء عبر تطبيق خطة الحسم بالضفة بالتوازي مع عمليات الابادة الجماعية في غزة وصولا لتحقيق الرؤية الاحتلالية بها تحت عنوان ما يسمي باليوم التالي.
نتياهو استغل لحظة فارقة بالمشهد السياسي الأمريكي حيث السباق الانتخابي علي اشدة .
ان تصعيد العدوان سيدفع بالضرورة ادارة بايدن الديمقراطية للاعلان عن الدفاع عن إسرائيل أمام هجمات محتملة سواء من إيران او حلفائها كما حصل بالفعل حيث انتشرت الأساطيل الأمريكية والبيرطانية بالبحرين المتوسط والأحمر
بالتأكيد فبريطانيا تحركت بقرار أمريكي وبالتنسيق معها .
ان عدم تحرك الإدارة الأمريكية كان سيعني حسم اصوات الايباك اي اللوبي الصهيوني والمؤثر بصورة فاعلة بالانتخابات الأمريكية لصالح الحزب الجمهوري والتوجة لانتخاب ترامب .
لقد ادي التصعيد الإقليمي لاستعادة النفوذ العسكري الأمريكي والغربي للمنطقة .
اننا نشهد عودة لاليات الاستعمار القديم الذي يعتمد علي وجودة العسكري المباشر.
اعتقد ان الإدارة الأمريكية وجدت بالمناخ التصعيدي الجديد الذي سببة نتياهو فرصة كبيرة لها لتكريس هيمنتها وكبح اية محاولات من بعض بلدان الإقليم للتوجة ايجابيا بالعلاقه مع كل من الصين وروسيا في عالم أصبح يتفاعل جديا باتجاة متعدد الاقطاب بديلا لعالم الهيمنة الأمريكية الاحادية .
تعكس قرارات نتياهو ايمانة فقط بمنطق القوة وبأن ما لا يأت بالقوة سيأتي بالمزيد منها امتدادا لفكر جابوتنسكي زعيم تيار اليمين الاصلاحي بالحركة الصهيونية .
نتياهو يريد تعميم خطة الحسم لتشمل الاقليم دون اكتراث للغة المصالح الاقتصادية وغيرها والتي كان يتبناها شمعون بيريس والتيار العمالي بالحركة الصهيونية .
مدخل نتياهو للعلاقة مع المنطقة يستند الي الاخضاع والهيمنة عبر القوة الغاشمة بدلا من المصالح الاقتصادية .
انها محاولة لبسط النفوذ الصهيوني وتوسيع مساحتة الجغرافية كقوة فاعلة ونافذة بحجة مواجهة الخطر الإيراني.
ان تصعيد نتياهو للصراع لايضر فقط بالقضية الفلسطينية بل يتعداها ليشكل خطرا علي الإقليم الأمر الذي من الهام ان ينتبه لة الجميع.