الكاتب: د.فوزي علي السمهوري
يأتي قرار إنتخاب الأخ يحي السنوار بالإجماع رئيسا لحركة حماس في ظل توقيت يتميز بالسعي الأمريكي لخفض التصعيد ومنع وقوع حرب شاملة وضلوعه المباشر بها التي ليست في مصلحة الحزب الديمقراطي مع قرب الإنتخابات الأمريكية بعد جريمة الكيان الإستعماري الإسرائيلي التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بإغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران وإغتيال الشهيد رفيق شكر في لبنان وترقب حجم وشكل الرد على الكيان الإسرائيلي المصطنع من قبل حركة حماس وحزب الله بشكل عام والرد الإيراني بشكل خاص .
لإختيار الأخ السنوار رئيسا لحركة حماس معان ودلالات منها :
أولا : نقل مركز القرار من الخارج إلى الداخل .
ثانيا : فشل اهداف مجرم الحرب نتنياهو من وراء إغتيال الشهيد إسماعيل هنية بدفع قيادة حماس للإذعان لشروط نتنياهو ومعسكره الداخلي والخارجي .
ثالثا : تفويض رئيس حماس الجديد بإدارة مقاومة العدوان والإحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة .
رابعا : تحرير قيادة حماس في الخارج ولو جزئيا من ضغوط الخارج تحت طائلة الطرد من مكانة إقامتهم دون إستبعاد القيام بذلك تحت مبرر وذريعة ضعف دورها .
خامسا : رفض كل محاولات نزع وتجريد قطاع غزة من السلاح في اي إتفاق قادم الذي يسعى له الحلف الإسروأمريكي .
سادسا : الوطن هو المكان الآمن والأكثر امنا .
التحديات :
يحمل بذات الوقت رئاسة السيد يحي السنوار لحركة حماس تحديات هامة منها :
اولا : إنهاء الإنقسام السياسي والجغرافي بين جناحي الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني تنفيذا لإعلان بكين ولما قبلها من إتفاقيات .
ثانيا : شكل وطبيعة ومستوى العلاقات مع دول عربية وصديقة وخاصة مع مصر في ظل الحصار الشامل المفروض من قبل مجرمي الحرب نتنياهو ومعسكره .
ثالثا : إزالة عقبات إعادة الإعمار وتمويله بعد وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني .
بالرغم مما تقدم يثار تساؤلا وإن كان من قبيل العصف الذهني هل إختيار الأخ المناضل يحي السنوار يأتي في سياق تعزيز نهجه ام في محاولة لإحتواءه ليتواءم وطبيعة المرحلة السياسية التي تلي وقف العدوان ؟
الجواب بتقديري لا وإنما طبيعة التحدي للعدو الإسرائيلي المتمادي بإرتكاب كل اشكال الجرائم والتي تصنف جرائم إبادة وتطهير عرقي وحرب وضد الإنسانية فرضت ذلك .
اختم بالقول ان الإنحياز الأمريكي ودعمه اللامحدود للكيان الإستعماري الإحلالي الإرهابي الإسرائيلي وإدامة إستعماره لاراض الدولة الفلسطينية المحتلة بعاصمتها القدس وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب اساس لتقويض الأمن والسلم الدوليين الذي ثبت واقعا على إمتداد الاشهر العشر الأخيرة .
لا أمن ولا سلام إلا بإلزام "إسرائيل "إنهاء إحتلالها اللاشرعي للدولة الفلسطينية المحتلة وتمكين فلسطين من الحرية والإستقلال ليس تنفيذا فقط لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وإنما أيضا لقرار محكمة العدل الدولية ....
الشعب الفلسطيني ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المعترف بها على حدود الرابع من حزيران 1967 كخطوة على طريق تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 تنفيذا لقرار رقم 194 ... المجتمع الدولي مطالب بفرض إرادته وإعلاء قيم العدالة والمساواة وسمو احكام ميثاق واهداف ومبادئ الأمم المتحدة والشرعة الدولية التي ينتهكها الكيان الإسرائيلي المصطنع دون خوف من المساءلة والعقاب من خلال فرض العزل والعقوبات ؟ !