الكاتب: نبيل عمرو
موضوعان مختلفان مع أنهما متزامنان، فقد حسمت قيادة حماس بعد مشاورات لم تستغرق وقتاً طويلاً تسمية يحيى السنوار خليفة للراحل الشهيد إسماعيل هنية، ووفق الاعتبارات التي كانت سائدةً قبل الحرب، كان السنوار مستبعداً أو لم يكن مطروحاً بقوة، بفعل الحاجة لرئيسٍ طليق، يمتلك مساحةً كافيةً من الحركة مثل خالد مشعل، الذي رُوّج أكثر من اللزوم لاعتراض السنوار عليه، ما يدل على أن الرجل الذي كان محل إجماعٍ لدورتين، أصبح إشكالياً على صعيد الحركة وتجاذباتها والتنافس على قيادتها.
السنوار كان حلاً لا يملك أحدٌ الاعتراض عليه، ما دام العمل العسكري ما يزال هو الأساس، فهو رجله المركزي، وما دامت المرحلة لم تصل بعد إلى الذهاب نحو خياراتٍ ليست مواصلة القتال من بينها.
اختيار السنوار بالإجماع كما أُعلن، هو اختيارٌ لإكمال مرحلةٍ تحتل فيها غزة الميدان والرجال والقتال الأولوية، وما بعدها فلكل حادثٍ حديث.
رسائل نصر الله
في أحرج الأوقات.. يُستعان بالسيد حسن نصر الله الناطق بالعربية، عن السياسة الإيرانية واتجاهاتها، وهو الأقدر فعلاً على أداء هذا الدور، والأكثر إقناعاً في أمور يصعب إقناع الآخرين بها.
خطاب نصر الله بالأمس وجه عدة رسائل باتجاهات مختلفة، فهو أكّد على الرد، دون إغفال الحاجة لتبرير الإنتظار، ما يحمل معنيين.. الأول أن التريث هو من قبيل حرق أعصاب الخصم. والثاني هو مساحة للمساومات والتفاهمات على حجمه، وربما جعله رمزياً.
كما أكد أن على إيران، وكان لابد من الاستعانة بالمثال السوري، ليست في وارد حربٍ شاملةٍ وطويلة الأمد، فالدولتان الإقليميتان مدخرتان للإسناد ليس أكثر، وكأنه يقول يكفيهما ما هما فيه.
كما أدّى بإتقانٍ مهني ما نحن متأكدين منه... وهو توصيفه للسياسة الأمريكية والإسرائيلية مستعيناً بأمثلة دامغة، تدل على تضليلها وخداعها، ليقنع بأن خيار المقاومة يظل هو الخيار المنطقي الوحيد، وغيره عبثٌ وإضاعة وقت، بما في ذلك حكاية الدولة الفلسطينية.
كان خطاباً كل جملة فيه حمّالة أوجه، وهذا ما يتطلبه الموقف الإيراني ووراءه المحور، وليس هنالك من هو أقدر من نصر الله للتعبير عنه.