الأحد: 15/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وقف الحرب والابادة اهم من الانتقام

نشر بتاريخ: 08/08/2024 ( آخر تحديث: 08/08/2024 الساعة: 14:09 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام




عاشت فلسطين أسبوعا عاطفيا بامتياز. اغتيال أبو العبد هنية في طهران، وقصف حارة حريك في الضاحية الجنوبية في بيروت، وسقوط نحو 200 شهيد في قطاع غزة والضفة الغربية على مذابح حرب الإبادة التي يحتاجها نتانياهو للبقاء في الحكم مع ثلة من مجانين الصراع الذين لا يقرأون المستقبل ابدا ولا يهمهم اذا مات أطفال يهود او عرب او فرس او من أي قومية أخرى.

الانتقام. والرد على الانتقام والانتقام على الرد. والرد على الرد ورد الرد على الردود لن تفضى سوى الى حرب إقليمية شاملة يريدها نتانياهو بشكل مباشر. فقد جهد طوال 12 عاما من اجل توريط الجيوش الامريكية مع ايران عسكريا ليبقى هو القوة الوحيدة السائدة في الشرق الأوسط. وفي اعتقاد نتانياهو ان الجيوش العربية لم تعد تشكل أي تهديد على إسرائيل فهي منشغلة بحماية الأنظمة، والأنظمة منشغلة بحماية مصالحها .
والجيوش التي تعادي إسرائيل، تم تشغيل الثورات المضادة في بلدانها مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن حتى ظن نتانياهو ان الجيش الذي يجب تدميره هو جيش ايران وبعده فورا الجيش التركي والذي لن تقبل إسرائيل ان ينتبه لها ولأفعالها. فنتانياهو لم يعد يعتقد ان دور الحركة الصهيونية ينحصر في تشكيل قاعدة عسكرية استيطانية في فلسطين بل يريد للكيان ان يصبح شرطي الشرق الأوسط كله .
ومنذ بداية الحرب يبدو دور السلطة منحصرا بالعمل الدبلوماسي الذي تجيده نسبيا ويطيب لها. اما حركة حماس وان كانت أمريكا تحاول تعريفها كحركة عسكرية الا انها حركة سياسية أيديولوجية وبراغماتية تجيد اللعب سياسيا وتدرك ان إعادة اعمار غزة يتطلب تنازلات قاسية من الجميع .
اليوم التالي للحرب على غزة هو إعادة الاعمار الفوري. ونتانياهو يحاول عرقلة الامر امام الفلسطينيين بعناوين ضبابية وان هناك خلافا سياسيا حول الامر، لا يوجد أي خلاف سياسي فلسطيني حول الامر والجميع متفق على ضرورة انقاذ المدنيين في القطاع. وهنا دور الدول العربية ان تدخل بقوة (ما هذا الخجل البارد !!) من اجل إيجاد مخرج لانقاذ جيوش الايتام والارامل والأطفال في غزة .