الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
أولي: اصابة جندي في عملية طعن على حاجز حزما شمال القدس واستشهاد المنفذ

الصراع على من سيدير القطاع في اليوم التالي

نشر بتاريخ: 14/08/2024 ( آخر تحديث: 14/08/2024 الساعة: 10:13 )

الكاتب:

د. محمد عودة

بالتأكيد ان نتائج المذبحة في غزة سيكون لها أثر في اليوم التالي الا ان هذه النتائج على الاغلب لا تشكل العامل الحاسم الوحيد في صياغة ورسم معالم قطاع غزة في اليوم التالي ومن اهم هذه العوامل إمكانية تنفيذ مشروع سموترتش وبن غفير القاضيان بتهجير سكان قطاع غزة سواء، قصرا وقد فشلو في ذلك، ام طوعا عبر تحويل القطاع الى مكان غير مؤهل للحياة الآدمية طبعا لا يمكن انجاز هكذا هجرة قبل توقف العدوان مضاف اليه ترويع أهالي القطاع عبر المجازر لدفع الناس لمغادرة القطاع وبغض النظر الى اين. وعليه فهناك ضرورة ملحة لتحليل الخيارات والعمل على انجاز اكثرها قربا من طموحات الشعب الفلسطيني والخيارات على النحو التالي

الخيار الأول: -

وهو الخيار الأقل واقعية وهو ان تبقي اسرائيل على قوات محدودة هناك وتنصيب إدارة مدنية على نمط الإدارة المدنية في الضفة الغربية هذا الخيار يتبناه اليمين المتطرف وقد بدأوا فعلا حتى بالترويج لبيع وحدات سكنية سيتم بنائها في غزة وهو خيار غير واقعي لان المجتمع الدولي غير راضٍ، ثم ان إعادة الاحتلال ستولد مقاومة ربما اشد ولو بعد حين.

الخيار الثاني: -

جلب إدارة متعددة تشارك فيها عدة دول ويكون من بينها دول عربية ومن تحت الطاولة تشارك إسرائيل في إدارة الجانب الأمني وتشرف هذه الدول مع الأمم المتحدة على إعادة الاعمار يسار بعدها الى الخيار الثالث وعلى الرغم من ان هناك أطراف قد تقبل به لكن استبعاده للطرف الفلسطيني بشقيه السلطة والمقاومة يجعل فرص نجاحه ضئيلة.

الخيار الثالث: -

هو خيار الدمج بين الرؤيا الإسرائيلية وجزئية صفقة القرن المتعلقة بقطاع غزة وهو خيار مرتبط بالخيار الأول بحيث تقوم إسرائيل باستحداث صيغة شبيهة الى حد ما بصيغة روابط القرى بمعنى تحويل القطاع الى امارة من الامارات التي تبنتها صفقة القرن ولتضاف الى امارات الضفة الغربية التي ستنجو من خطة الحسم التي تطمح الى ضم أراضي الضفة الغربية مع الحفاظ ولو بشكل مؤقت على التجمعات السكانية وتحويلها الى امارات متحدة تدير السكان فيها قيادات منتخبة ، يشار الى ان روابط القرى شكلتها اسرائيل نهاية سبعينات القرن الماضي وقد لاقت رفض غير مسبوق من الشعب مما شكل اهم عوامل فشلها و هذا الخيار فرصه ضئيلة ربما تتزايد هذه الفرص في حال تعمق التشرذم في الساحة الفلسطينية.

الخيار الرابع: -

استحداث إدارة فلسطينية من رموز فلسطينية تحظى بموافقة إسرائيلية ودعم عربي خاصة دول الخليج وأبرز المرشحين له عضو مركزية فتح المفصول محمد دحلان والذي له امتداد على الأرض بشكل واسع في غزة واقل نسبية في الضفة الغربية هذا الخيار مستبعد لان طموح دحلان هو رئاسة الشعب الفلسطيني وليس القطاع وحده ثم ان دحلان سيكون مضطرا لتقاسم الصلاحيات مع خصم قوي محليا ودوليا. ما فكرة ان يكون البديل مروان البرغوثي فانا اشك في ذلك لان مروان مرشح قوي لرئاسة الشعب الفلسطيني ثم انه لا زال من قيادة الصف الاول في حركة فتح فهو عضو في لجنتها المركزية.

الخيار الخامس: -

خيار حل الدولتين الدولة الفلسطينية الى جانب دولة إسرائيل وهو الخيار الأكثر واقعية والذي أصبح المجتمع الدولي مقتنعا بضرورة تجسيده أكثر من أي وقت مضى وإنجازه مرتبط بعدة عوامل أهمها العامل الداخلي الفلسطيني بمعنى إيجاد صيغة مثلى لوحدة الموقف والتفاف كل الأطراف حول منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد معترف به دوليا على الرغم من صعوبة تلاقي المشروعين و رغم كل ما بالمنظمة من مثالب الا انها الاطار الأمثل الذي يمكن إصلاحه خاصة وان البديل المحتمل هو المقاومة الإسلامية والتي لا يقبلها المجتمع الدولي ولا حتى العربي مما سيحول قضيتنا الى. ما يشبه مسرحية صموئيل بيكتي (ملهاة مأساوية) وان لا نتحول نحن الفلسطينيين الى ابطال هذه المسرحية (فلاديمير، واستر اغو وغودو (غودو الذي يمثل البطل المنتظر) طبعا فلاديمير واستر اغو لا يعرفان عن جودو شيئا لا شكله ولا متى وأين سيلتقيان به. وبناء عليه يتحتم علينا ان نتداول بموضوعية كيفية استثمار كل هذا الاجماع الدولي والعربي وان نهيئ سبل وأدوات تجسيد الدولة حتى لا يتحول العدوان الأخير على غزة كما الاعتداءات السابقة يفضي اتفاقات تتيح إعادة اعمار مشروط وإطلاق سراح الاسرى حتى وان كان هناك تبييض للسجون بما لا يتلاءم مع انجاز السابع من أكتوبر ولا مع حجم التضحيات.

مطلوب من كل الأطراف استبعاد المصالح الحزبية والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية لإنجاز مشروع الدولة المتاح دوليا. وبعدها يمكن اصلاح المنظمة بما يخدم الشتات واللجوء الفلسطيني الى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين على أساس الشرعية الدولية وخاصة القرار 194