الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
استشهاد رجل أمن واصابة آخر بجروح خطيرة خلال اشتباكات مع مسلحين في جنين

الدوْلَة الترْكيَّة وَخِطابُ الرَّئيسِ الفِلَسْطيني مَحْمود عَبَّاس

نشر بتاريخ: 16/08/2024 ( آخر تحديث: 16/08/2024 الساعة: 15:01 )

الكاتب: مازن الحساسنة

استِقبلَ اَلبرلَمانيون الأَتراك الرئيس اَبو مازِنٍ بالتَّصْفيقِ الشَّديد وُقوفًا وهمْ يَرتدُون اَلْشال ذُو الرَّمزية الفلَسْطينية موشحا بِالعلَمينِ التركي والْفلسطيني بِحُضورِ رَأس الدَّولَة الرئيس رجب طَيب أَردوغان ، وَلهذا الْاسْتقبال الْاستثنائيِّ دَلالاتٌ عديدة ورمزيّاتٌ كَثيرَةٌ رُبما أَهمُّها إِيصالُ رِسالة إلى الكونغرِسْ الامريكي مفادُها أَنَّ هُنَالِكَ أَيضًا برلَمان كَبير ودوْلَة قَوية يَنحازانِ للشعْب والقيادة والمقاومة الفلسطينيةِ وأَن مِنصَّة هذا البرلَمانِ الدّيمقراطي تُشرعُ فعليًّا حالَة تضاهي في تضامنها الأَخْلاقي والإِنساني والسياسي لفلسطِين منصة الكونغرِس الذِي أبْدَى احتضانً منقطع النظير لِلرِّواية الإِسرائيلية وتَرحيبًا لَم نعهدهُ كثِيرًا داخل أَروِقة المؤَسَّسات السياسيةِ الأميرِكية وذلكَ حينما أَلقَى رَئيسُ حكومة العدوّ خطابهُ أَمام أَعْضاء الكونغِرس فِي ال 25 منْ تموز المُنصرم .

الدولَة الترْكية بِكافة مكوّناتها السّياسية والحزبيَّة دشَّنت هذا اليوم موقفًا يتفوقُ على كافة مواقف الدولِ العربية و الاسلامية والصديقة وهِي الَّتي - أَي تركيا - وضعت نفسها في إِطارِ الحاضنِ والمتبنّي الأولِ للقضيةِ الفلسطينية سياسِياً وقانونياً وَإِنسانياً وأَخلَاقِياً وبِالتالي تشْكيلُ حالة رد غيْرِ تقليدي على الدَّعمِ الِامِريكِي اللا متناهي منذُ تأْسيس كيانِ الاحتلالِ ، خاصةً وأَنَّ تركيا ترجمت سُلوكَها نحو دولَة اَلاحتلالِ قُبيلَ خِطابِ الرَّئيس عبَّاس بمجموعة مِن الإِجراءات العقابية وعلى رأْسها وقفُ وتَجْميد النشاط التجاري مع الكيانِ وكذلك الانضمامُ إلى دولَة جنوب إِفريقيا في الدعوَى المُقامة أمام المحكمة الجنائية الدولية .

باعتقادي أنَّ الفعلَ التركي نحو مُجمل الشَّأنِ الفلسطيني تجاوز مرحلَة التَّعاطُف ، بلْ إِنَّهُ ولادةٌ لمشروعٍ يتبنى كلياً المسار الفلَسطيني ويحملهُ ويُدافِع عنه ويواجه مِن أجله وهذا كله ليس منوطاً بحزب العدالة والتنميَة الحاكم بل إِنه إِجماعاً لكل مكونات الاحزاب السياسية المحافظة والقومِية والعلمانيَّةِ موالية أَو معارضة ، وَانعكاساً كذلك لسُلوكِ الشارعِ التركي المُنحاز كلّياً لفلسطين .

العاصِمة أنقرة كانت على قدرٍ كبيرٍ مِن الشَّجاعة حينما دَعت الرَّئيس الفلسطيني لإِلقَاءِ خِطاب تاريخي واستثنائي مُرتفع السَّقف من على منبرِ مَجلسها النّيابي مُتجاوِزةِ كافةَ المحاذيرِ السّياسية ومُتخَطيَة مبدأ اَلتَوازانِ فِي التعامل مع طرفي الصراعِ ، فِي حينِ أَنَّ عواصم دول شقيقة أَغلَقتْ أَبوابَ برلَماناتها في وجه القيادة الفلسطينية وتراجعت في مواقفها بل أنَّها جَففت حتى دَعمها المالي والسياسي والدّبلوماسي للسلطة الوطنية الفلسطينية وتركتها تواجهُ مصيرها وحيدةً ومعزولة عن مُحيطها وعُمقها المركزي ، وكأَن لسان حال هذه الدول يقول للفلَسطيني : اذهب أنت وربُّك فقاتلَا .