الكاتب: د.محمود الفروخ
بعد اِفشال لقاء المصالحة الداخلية الاخير بين قطبي السياسة الفلسطينية حركتي فتح وحماس بحضور أربعة عشر فصيلا فلسطينيا شاهدا على ذلك في العاصمة الصينية بكين ، لم يبقى لنا أي عاصمة سواء عربية او اسلامية او غربية أخرى تجاملنا وتتماهى مع حماقاتنا السياسية بدعوتنا لحضور ما يسمى مسرحية "انهاء الانقسام أو الانقلاب" ، لاسيما بعد أن نقضنا عهودنا مع بعضنا البعض في ( مكة والقاهرة وأنقرة وموسكو والدوحة والجزائر وأخيرا بكين ) ، بغض النظر عن من يتحمل المسؤولية الكاملة عن تعطيل او افشال تطبيق وتنفيذ المصالحة ورأب الصدع الداخلي من كلا الطرفين .
ومن هنا يجب البحث عن اَلية ملزمة لقيادة الطرفين فتح وحماس تجبرهم رغما عنهم بالتوقيع والتطبيق والتنفيذ والمتابعة لمخرجات بنود المصالحة على أرض الواقع وبشكل عملي لا يقبل التأويل ، ولو بحثنا بالطرق التقليدية في الزام الجانبين لوجدناها تعطي مساحة للجانبين بالتهرب من التطبيق والتنفيذ رغم التوقيع ، ومرد ذلك ربما يعود لمصالح شخصية أو حزبية ضيقة ، سواء أكان ذلك لفتح أو حماس أو من واّلاهم من الفصائل الاخرى ، وبالتالي أرى أن نبحث عن طرق خلاقة جديدة وعواصم ودول غير تقليدية جديدة تلزم هذان الغريمان ليس فقط على المصافحة وانما على المصالحة أيضا .
لذلك أقترح أن تكون جولة المصالحة الفلسطينية القادمة بين فتح وحماس في بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية ، وذلك بتكليف من دول محورية ومؤثرة على الطرفين مثل (روسيا ، الصين ، تركيا ، ايران ، قطر ، مصر ، السعودية ، الامارات ، جامعة الدول العربية ...الخ ) ، وأن تكون برعاية وحضور واهتمام الرئيس والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ، ليس هذا فحسب وان يقوم هو شخصيا بدعوة واستدعاء كافة قيادات الصف الاول من فتح وحماس والشخصيات الفتحاوية والحمساوية المؤثرة والتي كانت تتهم سابقا بالعمل على افشال المصالحة لحضور التوقيع وحجزها لعدة أشهر في العاصمة الكورية الشمالية لضمان تنفيذ الاتفاق وعدم تخريبه في الميدان ، وتهديد وتخويف كلا الحزبين من ويلات فشل وافشال هذه الجولة ومتابعته شخصيا لها عبر المُكلفين لهُ والوسطاء اّنفي الذكر لسير عملية التطبيق والتنفيذ معا .
((سياسي ساخر)) " وعلى قولة المثل العربي اللي بعزمك بلزمك ، ياريت يا سيد كيم جونغ أون تعاقبهم على افشال 13 جولة واعلان مصالحة سابقه بينهم ، وأنك تفهمهم منيح أنو هاي المره مش زي كل مره ، ومش غلط كمان تعدملك أكمن واحد منهم بالصواريخ المضادة للطيران زي ما أعدمت وزير دفاعك بهاي الصواريخ ، عشان تخوفهم وتخليهم ما يفكروا ولو للحظة يخربوا الموضوع ويفركشوه ، وخاصة الاثنين اللي في بالي واحد من الاخضر وواحد من الاصفر اللي الهم من 2007 وهم رايحين جايين على لقاءات المصالحة عالفاضي بلكي ريحتنا وخلصتنا منهم " .
وفي نهاية المطاف وبعد كل مجازر الاحتلال و الابادة الجماعية له بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية وما تتعرض له القدس والمسجد الاقصى من انتهاكات وجرائم يجب أن نغلب مصلحة الوطن والقضية الفلسطينية على مصالحنا الشخصية والحزبية ، ويجب أن ندرك تماما أن الفلسطيني أخ الفلسطيني مهما تلونت رايته وأن الفلسطيني أقرب للفلسطيني من العرب والعجم والمسلمين في كافة أصقاع الارض ، وأن تناقضنا الوحيد هو الاحتلال الاسرائيلي وحده فقط ، وأن عدونا هي اسرائيل التي باتت في وحشيتها وجبروتها وفاشيتها وجرائمها المتواصلة لا تفرق بين دم فتحاوي أوحمساوي أو جبهاوي ...الخ .