الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجديد في خطاب الرئيس عباس أمام البرلمان التركي

نشر بتاريخ: 18/08/2024 ( آخر تحديث: 18/08/2024 الساعة: 18:38 )

الكاتب:

اللواء المتقاعد: أحمد عيسى

باحث متخصص في أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي والفلسطيني

إختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس الماضي الموافق 15/ 8/2024، منصة البرلمان التركي ليخاطب باللغة العربية، الأمتين العربية والإسلامية والعالم بأسره وفي القلب منهم الأمة التركية والشعب الفلسطيني.

وكان واضحاً من خلال تصفيق أعضاء البرلمان التركي مدى رضا الحضور على ما تضمنه الخطاب، وكذلك رأى معظم من استمع للخطاب من الشعب الفلسطيني.

في الواقع هو خطاب مهم للرئيس الفلسطيني وتعود أهميته من أنه لا يصدر عن رئيس الشعب الفلسطيني فحسب، بل لكونه يصدر عن اخر المؤسسين للمشروع الوطني الفلسطيني الذي يختصر في شخصه كل ما مضى من المشروع، وربما كل ماهو آت! خاصة وأنه تجاوز العقد الثامن من العمر ويوشك أن يغادر المشهد مملوء بمشاعر الخذلان والظلم، لا سيما في هذه اللحظة من الزمن التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لأبشع جرائم الذبح والإبادة على الهواء مباشرة لأكثر من عشرة شهور متواصلة دون أن تحرك الأمتين العربية والإسلامية والعالم باسره ساكنا لإجبار المجرمين على وقف جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، رغم امتلاكهم القدرة على فعل ذلك!!

كما تعود أهميته لما تضمنه من جديد ومختلف عن خطاباته السابقة خاصة خطابه الأخير أمام القمة العربية الأخيرة التي عقدت في المنامة في شهر مايو الماضي، أما الجديد الذي تضمنه الخطاب، فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:

إتساع مساحة النص الديني والعبارات المستمدة من النص في الخطاب، إذ شكلت هذه المساحة ما نسبته 17,7% من عدد كلمات الخطاب.

الإشادة بالصمود الأسطوري والمقاومة الباسلة، الأمر الذي يشير الى بداية التوظيف السياسي لهذا الصمود والمقاومة، لا سيما وأن هناك تحول في الخطاب عما تضمنه خطاب البحرين في مايو الماضي إذا ما اقترن باعلان بكين.

فتح الخطاب الباب على مصراعيه لعودة منظمة التحرير لغزة محمولة على ما تضمنه الخطاب لا على ظهر أي شيء آخر.

قرار التوجه مع القيادة الفلسطينية الى قطاع غزة والتواجد مع الشعب الفلسطيني في غزة في هذا الوقت العصيب.

صحيح أن الرئيس لم يغادر في خطابه رؤيته السياسية للحل القائمة على الشرعية الدولية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني والمقاومة السلمية، إلا أن الجديد الذي تضمنه الخطاب يؤسس لتحولات في الرؤية الفلسطينية للصراع وفي تجليات واستحقاقات هذه الرؤية في العلاقات الداخلية الفلسطينية، لا سيما تأكيد الرئيس أنه لم يعد أمامنا كفلسطينيين حلول ممكن أن تأتي بعيدة عن الإيمان بالله الذي سيدفع عن شعبنا هذه الغمة التي طال أمدها وسيكلل نضالنا الوطني بالحرية والنصر، كما ورد في الخطاب نصاً، الأمر الذي يفسر ابرازه لحكم الشريعة الإسلامية (إما النصر أو الشهادة) في قراره التوجه الى غزة.

اللافت هنا أننا لم نرى حتى كتابة هذا المقال ردود من حماس والجهاد على ما تضمنه الخطاب، ربما تنتظر هذه الجهات الفعل الذي يعكس القول ويؤكده تأكيداً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)(3) الصف 2،3.

في الواقع أن الشعب برمته وفي مقدمتهم حركة فتح بانتظار الأفعال قبل حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية.