الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الموج الازرق يحمل غصة!

نشر بتاريخ: 22/08/2024 ( آخر تحديث: 22/08/2024 الساعة: 09:15 )

الكاتب: د.حازم قشوع



بحضور 50 ألف مشاهد وبمشاركه 4 آلاف مندوب ووسط تشديد أمني غير مسبوق شارك فيه 2500 رجل أمن بينهم الحرس الخاص طاف حول مركز الاتحاد مكان انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو مسيرات حاشدة قدرت بأكثر من 30 ألف مشارك وتظاهرات كبيرة جاءت من كل الولايات تطالب بوقف العدوان على غزة وتهتف متضامنة مع فلسطين القضية كونها أيقونة الحرية وعنوان السلام، وهذا ما جعل من رئيسه مؤتمر الحزب الديمقراطي تعلن عن إدراج هذه المسألة فى سياسات هذا المؤتمر لتكون من قضاياه الرئيسية نظرا للحالة الشعبية والانسانية التى باتت تلازم هذه القضية ومقدار تأثيرها السياسي والإنساني.

المؤتمر الذي ينعقد لمدة ثلاث ايام استهل الحديث فيه الرئيس بايدن بكلمة جاءت حول انجازاته الرئاسية والتى اعتبرتها الأوساط الديمقراطية تاريخية، وهو الرئيس الذي يحضر المؤتمر باعتباره ضيف شرف كونه وقف مع مصلحة الحزب على حساب شخصيته كمرشح رئاسي، وهذا ما جعله يكون ضيفاً فوق العادة لأعمال المؤتمر الذي تنتهي أعماله يوم الخميس القادم بقبول بطاقة الترشح الرئاسي ل (كمالا هاريس وتيم والز)، كما يتخلله كلمات مهمه من قبل الرئيس كلينتون والرئيس باراك اوباما بالاضافة الوزيرة هيلاري كلينتون و بيان إعلان استراتيجية الحزب وسياساته للمره القادمه، وهذا ما يتوقع ان يعطى المرشحة كمالا هاريس دفعه سياسيه كبيره واخرى شعبية ستجعلها تقفز إلى مستويات أعلى فى استطلاعات الراى والتى مازالت تؤكد جميعها أنها الأقرب للجلوس على كرسي المكتب البيضاوي.

وفى هذه الاثناء يقوم الوزير بلنكن بزيارة تستهدف عدم التصعيد وتقوم على عدم دخول المنطقة بموجات عنف إقليمية عبر تقديم مقترح يحفظ ماء وجه نتنياهو بقبول وجود للقوات الإسرائيلية فى محور نتساريم ورفح وفيلادلفيا، وهو ما يعد مخالفة لكل القرارات الأممية هذا اضافة الى عدم وضوح في مسألة تحويل الهدنة إلى وقف تام لإطلاق النار، وهذا ما يجعل من المسار التفاوضي الذي يقدمه بلنكن يسعى لشراء الوقت من أجل تبريد المناخات التي سادت بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية وليس من أجل إيجاد حل منصف يقوم على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الحدود التى كانت عليها قبل السابع من أكتوبر، وهي ما تجعل من الدبلوماسية الامريكية تأخذ منحى الانحياز وليس الحياد الذي يخولها لتلعب بدور وساطة مقبول !

فلقد اعتاد الجميع على زيارات الوزير بلنكن التي تعد التاسعة بالانحياز لمعسكر نتنياهو لتجرى عملية التفاوض على ما تم التفاوض عليه مسبقا ومن ثم ياتى مدير المخابرات وليم بيرنز لإيجاد حالة انفراج جديده بصورة تعمل على إدامة المعارك العسكرية ولا تعمل على ايقافها، وفي النهاية فإن قطاع غزة كما عموم الشعب الفلسطيني لم يعد لديه شيء ليخسره فإن وصل الأمر لهذا الحد فإن جغرافيا فلسطين ستنتفض ولن تتوقف عناوينها إلا بالتحرر والاستقلال ولن تقف عندها الأردن ومصر في خانة ضبط ايقاع عدم التصعيد لأن ما يتم تدبيره فى الباطن أفصح عنه دونالد ترامب في الظاهر عندما أعلن عن "الرغبة" بتوسيع جغرافية إسرائيل، وهو السؤال الذى من المفترض أن يجيبه بلنكن للقاهرة وعمان الذى يقدم إليها عرض بشرعنة كامل حدود فلسطين التاريخية من ناحية غزه والضفه لتكون سيادتها إسرائيلية، مخالفاً بذلك كل الاتفاقات ثم على حساب من ستتم عملية توسيع جغرافية اسرائيل ايها الوزير ؟!.

وفي انتظار ما ستبينه قرارات المؤتمر من توصيات رئاسية ملزمة وسياسات نتحدث عن العناوين الجديدة للشرق الأوسط فعلى الرئيس بايدن الذي يختم دورته الرئاسية والسياسية القيام بتمرير مسألة الدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة دون فيتو كونه الأمر الذي يضمن استمرارية حل الدولتين كما أن هذا القرار سيجعله يدخل التاريخ من أوسع أبوابه.

فهل سيفعلها الرئيس بايدن بأن تقوم الأمم المتحدة باعتبار فلسطين الدولة عضو عامل فيها، هذا ما نأمله ونتطلع إليه بعد هذا التكريم الذي حظي به من مؤتمر الموج الازرق الذي ينطلق من شيكاغو وهي المدينة التي تعتبر فيها الجالية الفلسطينية هي الجالية الأكبر كما العربيه فى ميتشيغان الولاية التي تعتبر من الولايات المتأرجحة لكنها ستكون مفصلية فى بيان من هو الرئيس القادم، وهذا من المفترض أن يجعل الحزب الديمقراطي يعيد ترسيم حساباته لتكون فى مصلحته التي تقتضي إنصاف الشعب الفلسطيني بدولته وحقوقه المشروعة قولا وعملا.

فلقد بين الاردن بوصلة الاتجاه وعنوانها وحرص على التأكيد للاداره الامريكيه أهمية وقف عمليات الاستفزاز والتصعيد من باب وقف العدوان على الشعب الفلسطيني بعودة الجميع الى المرجعيات الأممية كما بينت دبلوماسيته رفضها للحلول العسكرية التى لا تجلب الا الدمار والعنف للمنطقة وشعوبها، كما أكد أن فرض الحلول الأحادية لن تحقق الأمن ولن تعزز الاستقرار، وان الحل الوحيد يأتي عبر القبول بحقوق جميع الأطراف بالعيش المشترك فإن العنف لن يجر سلام بل يؤدى الى حرب اقليمية وان اندلعت فان نتائجها ستكون وخيمه لانها ستطال الجميع والكل سيطاله ضرر، وهذا ما يجب أن يكون معلوم عند الإدارة الأمريكية فى ظل حالة الاستقطاب القطبى وليس فقط الاقليمي السائدة والاحتلال فى تمكن وحالة العنف بإزدياد وهذا ما يجعل من اطلاقه الموج الازرق تحمل غصة ..