السبت: 14/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فضائيات ووسائل إعلام وأقلام مأجورة تسعى لتهجير شعبنا من الضفة

نشر بتاريخ: 30/08/2024 ( آخر تحديث: 30/08/2024 الساعة: 16:14 )

الكاتب: عمران الخطيب

سيناريو نتنياهو، منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. كان يعتقد أن عملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين في قطاع غزة ستؤدي إلى فتح معبر رفح على مصراعيه ويتم تهجير المواطنين من قطاع غزة نحو سيناء. فشل هذا السيناريو، وقد لجأت "إسرائيل" إلى الاستمرار في العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، حيث قامت بعملية الإبادة الجماعية للفلسطينيين وتدمير 85% من قطاع غزة، ما جعل الحياة هناك شبه مستحيلة. كما هدد حزب الله اللبناني بأن يجعل من العاصمة اللبنانية بيروت كما حدث في قطاع غزة. وأعلن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن تدمير "مخيم جنين على طريقة ما يحصل في قطاع غزة". التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومخيماتها في شمال الضفة قد يؤدي إلى تكرار سيناريو نتنياهو في قطاع غزة. الهدف الأساسي هو تصفية إمكانية قيام الدولة الفلسطينية، خاصة بعد اعتراف 149 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين بكامل العضوية.

رغم المعايير المزدوجة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، فإن "إسرائيل" تعيش بمعزل عن شعوب ودول العالم، باستثناء الإدارة الأمريكية من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري. على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وما تحقق نتيجة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وقتل آلاف المواطنين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتكدس الجثث في الشوارع العامة وتدمير المستشفيات، أدى إلى تضامن عالمي لصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال.

وفي نفس الوقت، يجتمع مجلس الأمن الدولي أربع مرات على مدار عام لوقف العدوان والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتستخدم الإدارة الأمريكية الفيتو ثلاث مرات. اليوم مضى شهران ونصف على صدور قرار مجلس الأمن الدولي، وهو قرار أمريكي بامتياز، ومع ذلك لم يتم تنفيذ هذا القرار، حيث تعتبر "إسرائيل" نفسها فوق القانون الدولي بسبب الانحياز الأمريكي. ولم تنجح مفاوضات الدوحة والقاهرة المتكررة في إقناع نتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة بوقف إطلاق النار.

لذلك، لجأ نتنياهو إلى تنفيذ السيناريو الإسرائيلي في المحافظات الشمالية بالضفة الغربية ومخيماتها، حيث نشاهد التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومخيماتها، وسيتم تكرار ما حدث في قطاع غزة ودفع الفلسطينيين للهجرة، وفق سيناريو نتنياهو في القتل والاغتيالات والاعتقالات وتدمير البيوت والمخيمات الفلسطينية في جنين ومخيم نور شمس في طولكرم. "إسرائيل" تعمل على ضم الضفة الغربية، وسيتم ذلك من خلال عملية التصويت في الكنيست الإسرائيلي وإجلاء الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الضفة الشرقية من نهر الأردن.

لذلك، الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى دروس من فضائية الجزيرة القطرية في المقاومة، فهناك أشكال متعددة من وسائل المقاومة. تقوم الجزيرة بعملية التضليل الإعلامي والفتنة الداخلية عبر ما يسمى المحللين السياسيين ممن يتلقون أجوراً بالدولار الأمريكي مقابل استمرار التحريض على السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية.

نعلم أن "إسرائيل" تعمل على التصعيد وخلق مبررات للمواجهة المباشرة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وحل الكيان السياسي للشعب الفلسطيني، الذي بدأ في السلطة الفلسطينية المحدودة وقد تحول إلى دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة عبر الجمعية العامة. الشعب الفلسطيني، ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد لشعبنا الفلسطيني، سيعمل على إفشال المخطط الإسرائيلي الأمريكي المشترك ومن خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفقاً لمخرجات الحوارات الفلسطينية في موسكو وبكين، والتي تتمثل في انضمام مختلف الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد لشعبنا الفلسطيني.