الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو والحلم العربي بالإطاحة به

نشر بتاريخ: 02/09/2024 ( آخر تحديث: 02/09/2024 الساعة: 11:50 )

الكاتب:

معتر خليل

تعيش إسرائيل اليوم إضرابا شاملا ، وهو الإضراب الذي يمتد ليشمل مختلف الموافق العامة احتجاجا على رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القبول بوقف الحرب على غزة ومن ثم البدء في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس أيضا.

والحاصل فإن هناك الان مسارين استراتيجيين يستند عليهما نتنياهو في هذا العناد والرفض للقبول بوقف الحرب على حماس ، المسار الأول خاص بالنتائج المتحققة على الأرض الآن ، وتحديدا احتلال معبر فيلادلفيا ، وهي الخطوة التي تسفر عن الكثير من المكاسب الآن حيث بدأت حركة حماس تعاني ، وفقا للكثير من الشواهد، من نقص الذخيرة والعتاد.

وهناك الكثير من الدول بالمنطقة التي تعاني عسكريا ، رغم إنها دول وتتبعها جيوشا وأنظمة قوية.

المسار الثاني الذي يعتمد عليه نتنياهو لإطالة أمد الحرب هو رأي ما يمكن وصفه بمجلس الحكماء الاستخباري ، وهو المجلس الذي تشير إليه بعض من الكتب والتقديرات الإسرائيلية والذي يتكون من بعض من العناصر الاستخباراتية السابقة والتي تمتلك الكثير من الخبرات العسكرية والأمنية ، ودوما ما يتم في الغالب الرجوع إليها للاستشارة في بعض من القضايا المهمة.

ومن الواضح أن هذا المجلس يدعم خطوة نتنياهو من إعادة احتلال محور فيلادلفيا وعدم الالتفات إلى الآثار المترتبة على هذه الخطوة ، ومنها تدهور العلاقة مع مصر ، أو تزايد المشاحنات بينه وبين قيادات الأجهزة الأمنية في إسرائيل.

ويخطئ من يتصور ان نتنياهو يحارب الجميع في إسرائيل بلا سند ، ولكن على العكس ، هو يستند إلى الرأي العسكري الذي أشار إلى دقة الموقف في المقاومة الآن في ظل الحصار الخانق الذي تعيشه.

وبجانب هذا هناك أيضا نقطة دقيقة تتعلق في الدعم الذي يتلقاه نتنياهو من بعض من القيادات الأمنية في الموساد وشاباك تحديدا ، وهي القيادات التي تعمل في هذه الأجهزة ولكنها تختلف مع سياسات دودي برنيع رئيس الموساد أو رونين بار رئيس شاباك ، وتجد بعض من هذه القيادات في دعم نتنياهو فرصة للرد على خلافاتها مع قياداتها في هذين الجهازين.

شعبيا يجب القول بأن نتنياهو لا يزال الأقوى في اسرائيل ، ولعل نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة كافية لإثبات ذلك ، حيث تصاعدت شعبية نتنياهو بصورة واضحة ، ولا يزال هو السياسي الأبرز الآن في إسرائيل.

بالطبع فإن هناك أزمات خانقة ونارية يعاني منها المجتمع الإسرائيلي ، ولكن يمكن القول بأن لا الاضراب ولا المظاهرات المتواصلة ستعيق نتنياهو عن تنفيذ مخططه الأمني في غزة ، وهو أمر دقيق للغاية ويمكن اكتشافه الآن في البحث عن نتائج سياساته.