الكاتب: نافذ الرفاعي
افتح عينيك جيدا لترى اكثر من مائتي مدينة تهتز شوارعها بالغضب على الأطفال وهي ناطقة بلسان غيرك،
اسمع صوتهم المزلزل أيها الأصم العربي، ما يفوق مائة الف ضحية للموت والدمار والجوع، ولم تشبع شهية جريمة الحرب.
كان المثقف يسبق الحدث، أما الآن فانه يبتدع تبريرا سيكولوجيا لسكوته المريب في اللحظة الطاغية من التاريخ،
وتواصل عبر كل الوسائل المتوطنة للعصر،
لقد فاتك قطار الصحف الورقية وتجاوزتك أوراق الجرائد،
وعصر المثقف العضوي الذي أشبعه غرامشي بحثا في دفاتر السجن ،
وتوقف على تحليل تنبؤاته من مثقفي الانتلجنسيا المتحولة، احترافا للترف السياسي ،
ولكن على اللحظات الفارقة في الأحداث التي ما بعدها يرسم حدأً لنهاية التاريخ على تأويل فوكوياما الوضيع،
لأن بداية التاريخ ما بعد هذا الحدث العظيم.
كان المثقف المشتبك محاولة هامة في تاريخ الثورات وله علامة بارزة وسمها علي ابو طوق حينما جمع الطلبة في خيمة وقرأ لهم سيرة عنترة وحذف مقولة امرؤ القيس اليوم خمر في بلاد الخليج،
لتنحاز الى علي أبو طوق مع الشعراء نزار قباني والمظفر النواب واحمد فؤاد. نجم واحمد مطر ومحمود درويش .
وبذلك توجوه بالنياشين ومحبة الجمهور، وتغاضوا عن جوائز الفئات الحاكمة.
واليوم أيها الكتاب والشعراء وأهل الفن والفكر والفلسفة أمامكم فرصة النداء الاخير.
اصعدوا في المركبة المغادرة للخنوع،
انتم امام محاكمة الانحياز، خلفكم الخراب الموعود لنهاية الغرب اللاخلاقي،
الذي اغتصب تعاليم الثورة الفرنسية ليضحي متوحشا بلا روح وبلا كومونة باريس،
أضاع الحقير ماكرون مفكري التنوير الفرنسي، من مونتسيكيو وجان جاك روسو وفولتير ،
ادفنوا الغرب بين شظايا العدوان وضعوا شعارا جديدا لهم من اشلاء اطفال غزة، وعن الباحث عن الرضع كي يمتعهم بالقتل قبل صراخ الحياة.
اليك يا اوروبا العجوز الآيلة للسقوط الحضاري بعد السقوط الاخلاقي والنذير الاخير .
في اعلانها الكبير ان أمة العرب قد اندثرت تحت عهر حكامها الجبناء وانه يولد من الصمت زلزال وبركان مريع .
الى الاضواء المرسلة من دماء الاطفال المهداة لعالمكم الوضيع.
الصمت مظنة، او موقف متخاذل.
اليك ايتها القوى الحية من شعراء وكتاب وفنانين نداء تحدٍ، يسجن كاتب الارجنتين وانتم تنامون على هواجس المحللين.
اكتبوا القصائد وألفوا الروايات عن دم الأطفال وارسموا لوحات أطفال الجوع والخوف والبرد،
أرسلوها الى أوروبا و للعالم.
استفزوا تطهريتهم الكاذبة وانسانيتهم العفنة بالعنصرية البغيضة.
هل هناك انسان دون الانحياز للحق والعدل وضد قتل الاطفال؟
في مقولته عن المهدي المنتظر .
أنبيك انه لن ياتي ولن يعود المسيح، انه لن ياتي ولن يعود المسيح،
لا منقذ من تحت الركام.
سوى طفل خرج من تحت الردم يطلق صرخة وليام ولاس الاسكتلندي الشجاع ضد بريطانيا العاهرة الاستعمارية،
يقول: نحن الوعد ونحن الرعد ونحن المنتظر،لا تسبشروا الا بنا نحن نصنع تاريخ العرب الجديد ونمسح عنهم الذلة ونعلن أنها فلسطين من الخليج الى المحيط.
نبوءة من تحت الركام ولكنها بقوة ريختر وليس وبصوت العائبين من الحكام الملوثة بالصمت والخنوع.
أيها الأعراب نعلن نهاية عصركم كأدوات باهتة باعت قرآنها لبعض كهنة المسيحية الصهيونية ليبيحوا عهرهم بفتاوى كاذبة.
اصدقائي الشعراء والكتاب والمفكرين والفلاسفة ضاع عصركم ما بين المحللين والمثبطين والمحبطين.
صوت الطلبة في جامعات العالم يتوج الانسان رهاناً على المحبة،
ولتسقط الإبادة والحرب وليهزم أعداء الأطفال والأبرياء.