الكاتب:
السفير حكمت عجوري
من المعيب جدا بحق اي رئيس امريكي وهو اقوى رئيس في العالم ان يكون اضحوكة او بالاحرى ان يتم التعامل معه كاحمق من قبل كذاب و فاشي مثل نتنياهو وهذا فعلا مافعله هذا الاخير مع كل رؤساء امريكا الذين واكبهم في الحكم بدأ بالرئيس كلينتون مستخدما بذلك سلطة الابتزاز لهؤلاء الرؤساء الذي منحته اياها الحركة الصهيونية التي نشأت وترعرعت ونمت وتغلغلت في عالم الغرب بعد ان تمكنت من خلق البيئة التي مكنتها من ذلك بسبب سيطرتها على شريان الحياة في عالم الغرب وهو المال الذي مكنها من سن قوانين خاضعة لها تجرم كل من يتمرد على هذه القوانين وتحديدا قانوني العداء للسامية ولاحقا قانون تجريم التنكرللمحرقة النازية التي قتل فيها ستة ملايين من اليهود الاوروبيين مع ان المحرقة في كل ذكرى لها تتغاضى عن عشرات الملايين من الاخرين من ضحايا الحرب العالمية الثانية وذلك بسبب طقوس ذكرى المحرقة (الهولوكوست) كونها غير معنية بغير ضحايا اليهود.
تمكنت الحركة الصهيونية وبسبب نفوذها المالي وسيطرتها على سوق المال من اقناع كل الدول الاستعمارية على انشاء كيان لليهود كحل للمسألة اليهودية وفي نفس الوقت اقنعتهم بان الكيان سوف يكون حارس امين على مصالح الغرب في منطقة غنية بثرواتها وبموقعها الجيوسياسي وكخط دفاع امامي في مواجهة المد الشيوعي في ذلك الوقت ومع ذلك قامت بسن قوانينها الصهيونية انفة الذكر من اجل تحصين هذا الكيان العنصري كغطاء قانوني على جرائمه واطماعه التوسعية بمعنى ان انتقاد جرائم الكيان في فلسطين او المنطقة يعتبر اعتداء على السامية التي كانت اول غطاء تلحفت به الحركة الصهيونية زورا وهو ما اثبتته الدراسات الجينية الحديثة اضافة الى ما افصحت عنه سابقا شالوميت الوني (وزيرة تعليم في حكومة رابين) في حديث مصور من ان هذه القوانين انفة الذكرما هي الا خدع صهيونية سنتها الحركة الصهيونية من اجل لجم كل الاصوات الناقدة للمارسات غير الانسانية لدولة الاحتلال وتجريم هذه الاصوات عند الحاجة وبحسب الوقت.
ملفت ايضا بان كل الرؤساء الامريكان الذين تعاملوا مع نتنياهو اعربوا ولكن بعد خروجهم من البيت الابيض و بطرق شتى مباشرة وغير مباشرة عن مقتهم وعن كرههم للتعامل معه بسبب كذبه والبعض مثل الرئيس اوباما اسر للرئيس ساركوزي بانه مضطر بمعنى مكره للتعامل معه وربما ايضا وفي مجالسهم الخاصة قال رؤساء امريكا في نتنياهو ما قاله مالك في الخمر والسبب بطبيعة الحال هو ان كل هؤلاء الرؤساء ومنذ حرب سنة 1967 وجدوا انفسهم مجبرين على حماية الكيان الصهيوني وباي ثمن كونه اصبح قاعدة امريكية متقدمة لحماية المصالح الامريكية ومصالح باقي الدول الاستعمارية الغربية التي ساهمت في انشاء هذا الكيان لدرجة ان امريكا تحولت الى الى اليد التي تبطش بها الحركة الصهيونية كل من يهدد هذا الكيان وتحديدا في منطقة الشرق الاوسط وتحت مزاعم ومبررات لا اساس لها لدرجة ان امريكا قامت بحروب دمرت فيها دول وكلفتها تريليونات الدولارات والاف الضحايا من افراد جيشها الامريكي حماية لهذا الكيان العنصري المارق والذي اصبح مؤخرا كيان منبوذ حتى في وعي ابناء هذه الدول وتحديدا امريكا ومع ذلك ما زالت امريكا الدولة العميقة توظف كل امكانياتها من اجل حماية هذا الكيان حتى بعد ان انتهى التهديد الشيوعي لعالم الراسمالية وحتى بعد الاعتراف الفلسطيني بحق هذا الكيان في الوجود وفي اعتقادي ان السبب هو تغلغل اللوبي الصهيوني (الايباك) حتى في غرف نوم الرؤساء والمشرعين في امريكا.
وبالعطف على ما بدأت به المقال ازعم بل واجزم بان حرب الابادة والتطهير العرقي النتنياهوية في غزة والضفة الفلسطينية اثبتت بان الرئيس بايدن هو من اكثر هؤلاء الرؤساء الذي تم التعامل معه كاحمق من قبل نتنياهو مع انه الرئيس الوحيد الذي اعلن على الملأ بانه صهيوني وهو اكثر رئيس امريكي في اعتقادي يعرف بان نتنياهو محترف في فن الكذب وبشكل لا يضاهيه فيه اي مسؤوول اسرائيلي اخر ويعلم ايضا بان نتنياهو مختل عقليا وذلك بعد تجربته المريرة معه وعلى مدار 12 سنة ومع كل ذلك تعامل نتنياهو مع الرئيس بايدن كاحمق بل وكدمية يتلاعب بها نتنياهو كما يريد وتحديدا على مدارشهور حرب الابادة والتطهير العرقي التي ما زالت تدور في غزة والضفة الفسطينية على الرغم من ان الرئيس بايدن كان قد ارتكب خطيئة كبرى مع بداية هذه الحرب بمنحه صك غفران لنتنياهو لابادة الفلسطينيين في الحرب المذكورة بتشريعه لدولة الاحتلال بحق الدفاع عن نفسها ضد الفلسطينيين مع انه يعلم يقينا بان لاحق لا سياسي ولا اخلاقي ولا انساني لمحتل ان يدافع عن نفسه ضد من هم تحت احتلاله واقول خطيئة كون الرئيس بايدن وظف من اجل تبرير تشريعه كل الموبقات حتى الكذب واتهامات باطلة للمقاومين الفلسطينيين في موضوع الاغتصاب وقتل الاطفال والتي في اعتقادي دفع ثمنها لاحقا في انسحابه المهين من الترشح للرئاسة في امريكا.
ختاما وفي سياق فن الكذب لدى نتنياهو وجدت في مقابلته مع فوكس نيوز وجدت فيها تفوق على الذات في هذا المجال وهو يقول "لو تركنا محور فيلادلفيا فسوف يُهَرًب الرهائن الى ايران واليمن". (معا 5/9). طبعا يأتي هذا التفوق في الكذب بعد ان استنفذ نتنياهو كل المبررات الاخرى لبقاءه في المحور والتي لم تقنع حتى الاطفال في دولة الاحتلال وهو ما فسره رئيس الشاباك السابق بالقول بان البقاء في المحور سببه حرص نتنياهو للبقاء في الحكم وذلك بالحفاظ على ائتلافه مع الفاشيين سموتريتش وبنغفير ولا علاقة لأمن دولة الاحتلال بذلك بعد ان تيقن نتنياهو بان الطرف الفلسطيني لن يقبل ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا مع انني على يقين حتى وان وافق الفلسطينيون على ذلك فان نتنياهو وبالتاكيد سيضع عصا جديدة في دولاب التفاوض لافشاله من اجل استمرار الحرب اضافة الى ان زعمه بتهريب الرهائن الصهاينة حتى لو حصل وهذه بحاجة الى معجزة فهي الوسيلة الوحيدة التي ستضمن لهم الحياة بالنجاة من القصف الصهيوني المتواصل على غزة.
ما سبق يشجعني على الاستنتاج بان ادارة بايدن هي من تعمل على اطالة امد حرب الابادة انفة الذكر وبالتالي فهي اي ادارة بايدن تشارك في ابادة الشعب الفلسطيني على الرغم من كل الاصوات اليهودية المسؤولة والنخبوية في امريكا وفي اوروبا وفي دولة الاحتلال نفسها من حاخامات وكتاب وصحفيين وسياسيين وقيادات امنية وعسكرية كلها تطالب بالخلاص من نتنياهو وحكومته الفاشية وتحذر بانه يقود المنطقة ومعها العالم الى حرب كونية ليس حماية لاسرائيل ولا حماية لامريكا ولكن حماية لذاته شخصيا ومن اجل بقاءه في منصبه رئيسا لوزراء كيانه وكان آخر هذه الاصوات في هذا السياق الصحفي والكاتب توماس فريدمان (نيويورك تايمز) والرئيس السابق للشاباك نداف ارغمان (معا ) ومع ذلك ما زالت ادارة بايدن تماطل في انهاء حرب الابادة وتواصل امدادها لنتنياهو بكافة انواع الاسلحة.