الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليس من حقنا أن نسأل: اين اللجنة العربية الإسلامية !

نشر بتاريخ: 09/09/2024 ( آخر تحديث: 09/09/2024 الساعة: 11:58 )

الكاتب: د. أحمد رفيق عوض



يحق لنا ان نسال بعد أحد عشر شهرا من المقتله التي نحياها ليل نهار عن اللجنه العربيه الاسلاميه الخماسيه ، الى اين وصلت؟! وماذا انجزت؟! وما الذي تنوي ان تفعله؟! وهل ما تزال على قيد الحياه ام ذوت وانتهت؟! ولماذا لم تراكم عملها وتعمل على تغطيه افعالها؟!
الا يحق لنا القول ان غياب هذه اللجنه او تغييبها انما يعني ان الاقليم العربي والاسلامي فاقد للتاثير او القدره على تغيير الاتجاهات؟! الا يحق لنا ان نعتب كثيرا على هذه اللجنه التي تضم الدول المركزيه في الاقليم، ففي الوقت الذي نرى فيه الدعم اللامتناهي من دول غربيه كثيره على راسها الولايات المتحده الامريكيه فاننا لا نرى مثل هذا الدعم يقدم للشعب الفلسطيني، فالحصار السياسي والمالي والغذائي مفروض على الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده تقريبا، فليس هناك من مبادره او مقترح عملي او خطه للانقاذ او ضغط حقيقي تمارسه هذه اللجنه من اجل تخفيف ما يعانيه الفلسطينيون اطلاقا ، وللصراحه والدقه فان المشروع الصهيوني الذي اصبح حاخميا توراتيا هو الذي يتقدم في المنطقه فيما يتراجع غيره ، فالمشروع النهضوي العربي يعاني الهشاشه والتفكك وغياب المضامين والقيادات والادوات، فيما يعاني مشروع المقاومه العقوبات والضربات والحصار والتجفيف والشيطنه ، ولهذا ، فان تيار الاعتدال العربي والاسلامي مدعو الى اخذ زمام المبادره وليس انتظارها ومدعو الى تبرير ذاته والدفاع عنها لا انتظار الادوات او الواقع او محاوله الاحتواء او التضامن مع القوى الاخرى.
تيار الاعتدال لا يمكن ان يكون كذلك الا بالقوه الاقتصاديه والعسكريه .
ليس هناك اعتدال مجاني او بلا رؤيه وليس هناك اعتدال بلا اسنان او مخالب .
وبرايي فان الاعتدال العربي والاسلامي حتى اللحظه لم يوقف العدوان ولا الانهيار ولا التغول، بل على العكس شجع على كل ذلك، وبراي ايضا فان الاعتدال الذي ليس له حدود وسقوف ومحاذير فانه ينقلب على صاحبه، فيتحول الى تهاولن و استسلام.
بعد أحد عشر شهرا مما يعانيه الفلسطينيون في الضفه والقطاع والقدس وفي كل اماكن تواجده ، فان اللجنه العربيه الاسلاميه مدعوه الى ان تعبر عن تطلعات الاقليم وشعوبه لحل مشرف للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ومدعوه الى ان تواجه تطرف الاسرائيلي الذي يجر الجميع الى هاويه لا نجاه لاحد منها، هناك يمين ديني اسرائيلي لا يرى ولا يميز ولا يراجع نفسه، انه منفلت العقال الى درجه لا يمكن تصورها، فهو يهيء الظروف والواقع لاستقبال المشيح المخلص لاقامه دوله الرب الابديه ،صدق او لا تصدق ، هذا ما يريده اليمين الديني الاسرائيلي ،وفي مثل هذا المنطق فان المعتدلين الفلسطينيين والعرب وغيرهم، ليس لهم مكان في مثل هذه التصورات والافكار وخطوره هذا اليمين الديني انه يملك القرار والمال والسلاح، ولهذا فهو يستطيع ان يفعل بعد ان كان يتكلم فقط.
وعلى الرغم من ان الاداره الامريكيه الحاليه اضعف من ان تضغط على اسرائيل او ان تكبح جماعها، لانها ستضطر ان تفعل ذلك اذا رات ان دول المنطقه العربيه والاسلاميه جاده في دعم الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه .
وننظر الى العلاقه المصريه التركيه المتناميه بتفاؤل كبير ان تقوم الدولتان الكبيرتان بالتعاون مع الاشقاء في السعوديه والاردن والامارات وكل دوله عربيه او اسلاميه اخرى للتحرك من جديد، بحيث تتقدم الى العالم كله بمبادره عربيه اسلاميه محكمه وقويه ومدعومه بالاراده والتصميم لوقف كل هذا الجنون، لانه ببساطه لا يمكن لنا ان ننتظر اسرائيل ان تتعب او تمل او ان يقع الخلاف بين مكوناتها او ان تشعر بالشفقه او الرحمه علينا لتوقف هذه الحرب.
من العيب والعار ننتظر امريكا او اسرائيل لوقف الحرب دون ان نعمل نحن من اجل وقفها ومنعها .