الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

إذا لا يملك حزب الله مفاجآت تكسر القوة الإسرائيلية .. فقد خسرنا لبنان أيضا

نشر بتاريخ: 24/09/2024 ( آخر تحديث: 24/09/2024 الساعة: 10:42 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام




ان الواقع الذي نراه هذه الأيام غير مسبوق وغير انساني وغير منطقي. وان السلوك الإسرائيلي "المتوحش" يعتمد استخدام كل ما تملك تل ابيب من قوة مفرطة ضد أي مكان وأي انسان لمجرد انه في الطرف الآخر . وسواء كانت اهدافا مدنية او مقومات حياة لشعب آخر يشمل المياه والكهرباء والبنية التحتية والاتصالات والمشافي وسيارات الإسعاف دون أي اعتبار للقوانين الدولية وللأعراف الإنسانية وللتعاليم الدينية .

العميد احتياط ايتمار ياعر قال محذرا في استوديو لقناة 13 ان الانتقام لا يمكن ان يكون استراتيجية عسكرية او سياسية او امنية، وان من يسعى للانتقام سوف يدرك انه حطم نفسه من اجل تحطيم اعدائه. ولكن نتانياهو ووزراء حكومته في واد آخر .

الفرحة التي نراها في عيون الصحفيين والسياسيين الإسرائيليين في استوديوهات البث لا توصف، وليس هناك من يعارض العدوان على لبنان وكأن فائض القوة اسكر الجميع. ولا اسمع ولا أقرأ من يدعو للسلام مع العرب، ولا من يأتي على ذكر ديانة افراهام أو التطبيع او السلام الإقليمي او "الشلوم" او الازدهار، فالجميع يدعو للحرب وللانتقام !!


سهولة الضربات التي وجهتها إسرائيل لحزب الله صدمت الجمهور الفلسطيني والجمهور العربي. انفجار البيجر وانفجار أجهزة اللاسلكي ومن ثم اغتيالات طالت الدائرة الأولى لقيادة حزب الله اربكت جميع محبي حزب الله وجمهور المقاومة لدرجة ان الحيرة بدت على وجه الجميع تارة، والذهول على وجوههم غالبا .
التحشيد العسكري بالدبابات وعشرات الاف الجنود على حدود لبنان يوحي بنية الاحتلال للاجتياح البري للجنوب. وتمت احاطة الوزراء الإسرائيليين خلال اجتماع الكابينيت في الساعات الماضية (عدم وجود نية عند نتانياهو للذهاب الى حرب شاملة لكن نشوبها امر ليس بالإمكان ضمان عدم حدوثه). وهي عبارات لا تخفي نوايا نتانياهو توسيع الحرب وتدمير الشرق الأوسط بواسطة السلاح الأمريكي الجديد. ولأن حزب الله يريد من الاحتلال الدخول الى الجنوب بالدبابات فان الحرب قد تنتهي دون ان تدخل الدبابات الإسرائيلية الى الجنوب وان تعتمد الحرب على القصف من الجو وبالأسلحة البعيدة والتكنولوجيا العسكرية فقط .

في حرب 2006 ظن غالبية المحللين ان حزب الله قد انتهى، وان إسرائيل سوف تسحق حزب الله وتدمر لبنان، ولكن وفي اليوم ال13 انقلب ميزان القو ، واصبح الجنوب مقبرة للدبابات الإسرائيلية. وحين مالت الكفة لصالح حزب الله ركضت كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا آنذاك لوقف اطلاق نار فرضته على إسرائيل .

لا يزال الوقت مبكرا لمعرفة ماذا يملك حزب الله من أسلحة دقيقة، ومن بنك اهداف استراتيجية قادر على اصابتها وتغيير ميزان القوة. وهل يملك القدرة "وليس الرغبة فقط " لكسر موجة القوة الغاشمة التي تملكها إسرائيل .
في حال يمتلك حزب الله هذه الأسلحة وتلك الأهداف فان الأمور ذاهبة لحل دبلوماسي سريع لان أمريكا لن تسمح بهزيمة عسكرية أخرى لإسرائيل على غرار أكتوبر ، واذا لا يملك حزب الله تلك القدرة فإننا نكون قد خسرنا لبنان، وكررنا نسخ تجربة حرب ٦٧ ومثلنا مثل الذي قفز الى الماء لإنقاذ الغريق فغرق معه؛ وأننا صدقنا الشعراء وقصائد المديح ونسينا حساب الخوارزميات.