الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس الايرلندي هيجنز منارة مضيئة في مجال حقوق الانسان.

نشر بتاريخ: 24/09/2024 ( آخر تحديث: 24/09/2024 الساعة: 21:17 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

مصدراسخباراتي امريكي لشبكة اي بي سي نيوز قال بان اسرائيل كان لها دور في تصنيع اجهزة الاستدعاء اللاسلكي التي انفجرت في لبنان وان وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي اي ايه كانت مترددة منذ فترة في استخدام هذا التكتيك لان الخطر على الابرياء مرتفع للغاية واصاف نفس المصدر بالقول ان اسرائيل تخطط لجريمة الثلاثاء /الاربعاء 17/18 ايلول، التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 37 شخص بينهم اطفال واصابة 2931 فيهم حوالي 300 حالة حرجة بحسب وزير الصحة اللبناني.

وعلى الرغم من ان الاستخبارات المركزية الامريكية وعلى مدار عقود من الهيمنة الامريكية على العالم كانت قد قلبت انطمة حكم وقتلت الالاف واصابت اكثر من ذلك الا انها ترفعت عن استخدام الوسائل التي تستخدمها دولة الاحتلال وهو ما يثبت وبدون ادنى شك بانها اي اسرائيل كيان تفوق على ذاته في صناعة الارهاب وتطويره ومنذ نشأتها وهذه صفة صهيونية اصيلة وهو ما يثبت بان هذا الكيان اصبح يشكل خطر ليس على منطقة الشرق الاوسط وانما على العالم كله والسبب ان هذا الكيان بلا اخلاق وعدو للانسانية كونه يضرب بكل قيمها وقوانينها بعرض الحائط والسبب ان اسرائيل كيان صهيوني كاره لكل من هو غير يهودي وهو ما يفقدها اي حس انساني وفاقد الشيء لا يعطيه .

وفي هذا السياق لم يعد هناك حاجة لاثبات ما ذكرته فهي ما زالت ترتكب حرب ابادة جماعية وتطهير عرقي في غزة وامام اعين العالم كله الذي تحول بفعل تاثير الحركة الصهيونية الى شيطان اخرس بسبب سكوته عن ما يجري لاطفال ونساء غزة وعلى مدار سنة تقريبا وبدون توقف والسبب هو الذكاء الصهيوني الذي حمًل هذا العالم مسؤولية المحرقة التي اقترفتها الحركة النازية ابان الحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها اكثر من عشرة اضعاف الضحايا اليهود في حربهم ضد تلك النازية الالمانية.

ما يحصل في غزة من ابادة جماعية وما حصل في لبنان من المفروض ان يشكل ناقوس خطر للعالم كله حول خطورة الفكر الصهيوني الذي اصبح يمارس البلطجة بكل اشكالها بما فيها التجسس والابتزاز والارهاب و في كل مكان في العالم وليس في منطقة الشرق الاوسط فقط التي تستبيحها اسرائيل جهارا نهارا حيث تقتل من تشاء وقت تشاء، ليس فقط عشرات الالاف من الاطفال والنساء الغزيين وعلى مدار سنة كاملة دون توقف وانما قتلت علماء وزعماء سياسيين و عسكريين وواساتذة جامعات ومدنيين وقد تم كل ذلك تحت غطاء الصمت العالمي وبحجة الدفاع عن النفس الذي اصبح يستهدف كل من هو غير يهودي تارة بالقتل في الجزء الشرقي من العالم وتارة بالابتزاز والتشهير في الجزء الغربي من العالم وكلنا ما زال يذكر جريمة اغتيال محمود المبحوح في دبي في 19 يناير 2010 على يد رجال الموساد الاسرائيلي الذي استخدم من اجل هذه الجريمة اشخاص يحملون جنسيات غربية مزورة منها 6 ايرلندية و12 بريطاني و 4 فرنسسيين و3 استراليين والماني وعلى الر غم من هذا التعدي الصارخ على سيادة الدول المذكورة الا ان اسرائيل افلتت وبدون اي عقاب وهو الذي شجعها على الاستمرار بدورها كدولة فوق القانون والى يومنا هذا.

الى كل ما سبق اضيف خطيئة صهيونية اخرى وهي استهداف الرئيس الايرلندي الشاعر مايكل دي هيجنز مؤخرا عن طريق تسريب رسالة بعث بها الى رئيس ايران مع انها رسالة تقع ضمن المالوف والمتعارف عليه ديبلوماسيا بين رؤساء الدول وضمن علاقات الصداقة الثنائية التي لا تعرفها اسرائيل كونها لا تعرف معنى الصداقة مع اي دولة بما في ذلك امريكا.

تسريب الرسالة المذكورة ليس هو ما تعنيه اسرائيل كونها رسالة عادية في القاموس الديبلوماسي ولكن اعادة قرائتها و تفسيرها بما ليس فيها من قبل السفارة الاسرائيلية في دبلن هو الهدف من اجل توظيف التسريب للتشهير بشخص الرئيس الايرلندي على امل تشويه سمعته سياسيا وهذه عادة اصيلة في الحركة الصهيونية للتشهير بكل من ينتقد جرائم كيانها وخصوصا من اصحاب النفوذ وهذا تماما كما فعلته الصهيونية بتشهيرها ومحاربتها للسيد جيرمي كوربن الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني واخرجته من زعامة الحزب وذلك تحت خديعة العداء للسامية.

الرئيس مايكل دي هيجنز الذي تشرفت بمعرفته هو مدافع شرس عن حقوق الانسان ايا كان لونه او دينه وقد اصبح الاقرب الى قلبي من بين كل من تشرفت بمعرفتهم وصداقاتهم من مختلف الاحزاب الايرلندية في فترة عملي لاكثر من سبع سنوات سفيرا لفلسطين لدى ايرلندا والسبب اني وجدت فيه منارة في مجال حقوق الانسان لا يخفت ضوئها ابدا يلجأ اليها كل انسان ضاقت به السبل وهو يبحث عن حقوقه في عالم مات ضميره بدليل انه اصبح شيطان اخرس كون هذا العالم آثر ان يصمت ازاء كل الجرائم التي ترتكبها الحركة الصهيونية وذلك خوفا من سيف العداء للسامية الذي ابتدعته الحركة الصهيونية خدمة للمشروع الذي قامت من اجله وهو السيطرة على العالم كله وباي ثمن مع ان هذا السيف هو في الحقيقة وهم بدليل ان معظم قادة الحركة الصهيونية كما المكون السكاني الاكبرفي الكيان الصهيوني هم من يهود الخزر الذين لا يمتون للسامية بصلة.

مايكل دي وهو الاسم المتداول بين محبي الرئيس الايرلندي من ابناء الشعب الايرلندي الذين اعادوا انتخابه لفترة رئاسية ثانية على الرغم من كبر سنه لانهم وجدوا فيه خير من يمثلهم كشعب عانى في الماضي من جبروت الاحتلال البريطاني الذين يعبروا عنه بمصطلح black and tan وهو مصطلح ايرلندي يعبر عن الرعب الذي عانى منه الايرلنديين ابان حقية الاحتلال البريطاني والذي لا شبيه له في العالم غير ما يجري في فلسطين الان تحت الاحتلال الصهيوني وسابقا في دولة جنوب افريقيا تحت حكم الابارتهايت البائد.

ولاء مايكل دي للانسانية هو شيء منقطع النظير وهو الامر الذي يُشًرف ليس الايرلنديين فقط وانما يشرف كل من يعرف هذا الايقونة الانسانية وهذا كان سبب علاقتي معه وحبي واحترامي له ودفاعي عنه لاني وجدت فيه ما لم اجده في اي سياسي غربي وهو الذي لا يخاف بقوله للحق لومة لائم وبسبب ذلك فهو مكروه من قبل كل من يعادي الانسانية وعلى رأس هؤلاء الكيان الصهيوني الذي كما اسلفت يفتقر لدرجة العدم لهذه الصفة .

استهداف شخص الرئيس الايرلندي من قبل سفارة اسرائيل في ايرلندا ليس وليد اللحظة وانما يعود لليوم الذي لمع فيه نجم مايكل دي كناشط في مجال حقوق الانسان وفي هذا السياق اذكر حفل تنصيب الرئيس هيجنز اول مرة (11/11/2011 ) حيث لم يتغيب عنه من اعضاء السلك الديبلوماسي لدى ايرلندا سوى سفير اسرائيل الذي طالما كان ينعته بالعداء للسامية وذلك على الرغم من ان الرئيس هيجنز في نظري يعتبر احد اهم المدافعين عن السامية من خلال دفاعه عن حق الفلسطينين الذين هم الساميون الاقحاح وهو الحق الذي حرمتهم منه وما زالت دولة الاحتلال الصهيوني ومنذ اليوم لقيامها والى يومنا هذا .

ما فعلته سفارة الكيان الصهيوني من خلال موقعها في بناية بجوار اهم مركز استعلامات في دبلن هو تجسس بامتياز وفي نفس الوقت يعتبر تعد صارخ على ايرلندا وشعبها من خلال تعديها على الشخص الذي لا يمثل حزب بعينه وانما يمثل كل الشعب الايرلندي وليس ادل على ذلك الموقف المشرف لكل من رئيس الوزراء الايرلندي السيد سيمون هاريس ونائبه السيد ميهول مارتن الذين وقفوا في نيويورك الى جانب رئيسهم ودعموه بقوة بخصوص هذا الموضوع.