السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

السيد انطونيو غوتيريش شخص غير مرغوب فيه

نشر بتاريخ: 14/10/2024 ( آخر تحديث: 14/10/2024 الساعة: 17:26 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

ان يعلن وزير خارجية الكيان الصهيوني بان الامين العام لمنظمة الامم المتحدة انطونيو غوتيريش هو شخص غير مرغوب فيه يعتبر في اعتقادي علامة من علامات قيام الساعة وذلك بسبب ان الكيان الصهيوني كان قد وظف كل الخدع الصهيونية وقدم رشاوى لدول من اجل ان تصوت هذه الدول لصالح قبول هذا الكيان عضوا في المنظمة الاممية التي يرأسها الان السيد غوتيريش والسبب ان السيد غوتيريش هوالاكثر جرأة في قول الحق والتمسك به من بين كل من سبقوه خصوصا وانه تعهد منذ اليوم الاول لاعتلاءه منصب الامين العام ضمان الكرامة الانسانية للجميع وما زال على عهده بينما تنتهكها اسرائيل يوميا بحق الفلسطينيين وبحق كل شعوب المنطقة .

في سنة 1949 تم قبول الكيان الصهيوني عضوا في المنظمة الاممية ولكن بشروط ما زال هذا الكيان والى يومنا هذا لم يفي بها وهي اولا تنفيذ الجزء الثاني من قرار التقسيم رقم 181 لسنة 1947 وهو اقامة الدولة الفلسطينية على مساحة 46% من ارض فلسطين التاريخية وثانيا تطبيق قرار حق العودة الذي يحمل رقم 194 لسنة 1949 بينما في المقارنة نجد بان الامين العام غوتيريش تم انتخابه من كل دول العالم وتم اعتماد ذلك من قبل مجلس الامن وهو ما يجعل من وظيفة الامين العام الاهم في العالم وتجعل من شخص الامين العام الاكثر احتراما وبعيدا عن الشبهات من بين كل زعماء العالم بدليل اعادة انتخابه بالتزكية لفترة ثانية سنة 2021.

هذا الهجوم على شخص الامين العام علاوة على انه هجوم غير اخلاقي كونه صادر عن جهة بدون اخلاق (الوزير الصهيوني وكيانه العنصري ) هو من نوع الافضل وسيلة للدفاع والسبب ان اسرائيل منذ قيامها ما زالت تعلن العداء والهجوم على المنظمة الاممية وكل وكالاتها وعلى راسها وكالة الانروا كون هذه المنظمة تعتبر صاحبة الحق الشرعي في الغاء شرعية الكيان الصهيوني الذي لم يسبق له ان احترم اي من مئات القرارات التي صدرت بحق مخالفات هذا الكيان والتي تطالبه بالعودة لرشده والالتزام بواجبات العضوية وعلى راسها احترام قرارات الشرعية الدولية وعلى راسها القرارات انفة الذكر والقوانين الدولية التي ما زالت تضرب بها اسرائيل بعرض الحائط ومنذ ولادتها من رحم هذه المنظمة.

العداء الاسرائيلي للمنظمة الاممية وامينها العام الذي لا يخاف لومة صهيون في قوله للحق هو في حقيقة الامر عداء وجودي بدليل ما طالب به الممثل الصهيوني لدى المنظمة قبل اسابيع و بكل صلف وغطرسة بمحو المنظمة من الوجود على الرغم من انها اي هذه المنظمة الاممية بوكالاتها ومحاكمها ومجلس امنها تعتبر الحاضنة للقانون الدولي والمؤتمنة من كل دول العالم على حفظ الامن والسلم الدوليين وبالتالي يعتبر التطاول عليها والنيل منها و من شخص امينها العام يعتبر تحدي سافر وفي نفس الوقت تعدي غير مسبوق ايضا على كل هذه المكونات وذلك من قبل كيان مارق بامتياز وهو ما سيتدعي ضرورة فتح تحقيق بحق هذا الكيان والتثبت من شرعيته وبالتالي طرده ليس فقط بسبب تطاول وزير خارجيته وسفيره لدى المظمة وانما بسبب هذا العصيان الذي يمارسه الكيان الصهيوني منذ ولادته تجاه هذه المنظمة الاممية التي تعتبر الام البيولوجية لهذا الكيان وهو ما يعني اننا بصدد كيان مارق وبامتياز الامر الذي يوجب على كل دول العالم ان تتعامل مع هذا الكيان بما يليق به ليس احتراما فقط للامين العام وانما احتراما لنفسها على اعتبار انها هي من انتخب الامين العام وهو ما عبرت عنه 104 دول في موقفها المساند للامين العام على اثر الهجمة الصهيونية ضده وهذا في اعتقادي غير كافي لردع اسرائيل التي تمارس الفوقية على كل من هو غير يهودي.

ما ذكرته يعيدني بالذاكرة لما حصل مع الامين العام الاسبق بطرس غالي الذي رفض الخضوع لبلطجة اسرائيل بعدم نشر تقرير مذبحة قانا في لبنان التي ارتكبها الطيران الاسرائيلي عن سبق اصرار بحق الاطفال والنساء سنة 2006 والذي وللاسف دفع الامين العام ثمن نشره وذلك بحرمانه من دورة ثانية في الامانة العامة وهذا في الحقيقة هو الذي شجع وزير خارجية الكيان للتطاول على شخص الامين العام الحالي وشجع رئيس وزراء الكيان نتنياهو في ان يطلب من هذا الاخير وبتحد صارخ للقانون الدولي بسحب قوات حفظ السلام من جنوب لبنان لتفسح له الطريق ولجيشه للعبور الى لبنان وتدميره وربما احتلال جزء منه كما يفعل في حرب الابادة والتطهير العرقي التي ما زال يمارسها في غزة دون حسيب او رقيب.

الى ما سبق اود ان اذكر بان اسرائيل و كما ثبت وبدون لبس وبشهادة منظمات حقوق الانسان بمن فيها منظمة بيتسليم الاسرائيلية هي كيان فصل عنصري وتطهير عرقي ليس ذلك فحسب وانما ايضا وبشهادة كل الشرفاء في عالم اليوم وعلى راسهم قادة المستقبل من طلبة الجامعات في امريكا واوروبا الذين استفاقوا مؤخرا على حقيقة مفادها ان اسرائيل كيان عنصري و ارهابي وذلك بعد ان صدمتهم اسرائيل بجرائمها وعلى مدار اكثر من سنة بحق الغزيين من تطهير عرقي وابادة جماعية ليس لسبب مقنع غير انهم (الغزيين) من اصحاب الارض التي تقوم عليها اسرائيل خصوصا وان ثلثي سكان غزة هم من اللاجئين الذين طردوا عنوة من بيوتهم واراضيهم في حرب النكبة الاولى وبانتظار تطبيق قرار عودتهم وها هي اسرائيل تفعل الان في لبنان كما فعلت في غزة بعد ان كشرت عن انيابها واصبحت تمارس في العلن اطماعها في المنطقة باقامة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل التي رسمت خارطتها على عملة العشرة اغورة.

ما سبق يشجعني ايضا بان ازعم بان اسرائيل كيان متمرد على الشرعية الدولية وهي توظف عدائها للمنظمة الاممية وهجومها على شخص الامين العام غوتيريش كحصان طروادة من اجل تحقيق اطماعها التي ذكرتها تحت ذريعة الدفاع عن النفس وهو ما يشجعني ايضا على ما يجب ان يكون وهو الاعلان بان الكيان الصهيوني لما يشكله من خطورة على السلم والامن الدوليين هو كيان غير مرغوب فيه.