الأربعاء: 16/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عام على طوفان الأقصى والرد الإسرائيلي بالإبادة الجماعية

نشر بتاريخ: 16/10/2024 ( آخر تحديث: 16/10/2024 الساعة: 07:46 )

الكاتب: عمران الخطيب

بدون أدنى شك، فإن الفلسطينيين في الوطن والشتات والجماهير العربية والإسلامية قد رحبوا في اللحظات الأولى بعملية طوفان الأقصى، حيث شعر الجميع في تلك اللحظة بتسديد ضربة في عمق المستوطنات الإسرائيلية وضربة للجيش المحتل وقطعان المستوطنين والمتطرفين الصهاينة. في تلك الواقعة، لم يفكر أحد من المتابعين للنتائج هذه العملية بسبب نشوة ما حدث، وبعد ذلك بدأت تتوالى عشرات الأسئلة الموضوعية: كيف تمت العملية العسكرية وبهذا الحجم الكبير من المشاركين من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين ومختلف الأجنحة العسكرية المسلحة، إضافةً إلى مشاركة مئات المواطنين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة.

والسؤال المطروح هو: أين كانت المنظومة الأمنية الإسرائيلية؟ ولماذا تأخر الرد الإسرائيلي لساعات طويلة؟ ولماذا قام طيران الاحتلال الإسرائيلي بقصف وقتل من هربوا، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من الإسرائيليين، وبعد ذلك اتهمت المقاومة الفلسطينية بالاعتداءات الجنسية على المستوطنات؟ إضافة إلى ذلك، لماذا ساد السكوت وصمت القبور من قبل رئيس حكومة نتنياهو وفريقه، رغم المعلومات التي تؤكد الشواهد المتعددة الجوانب والاتجاهات بأن نتنياهو كان على علم بعملية طوفان الأقصى ولم يحرك ساكنًا؟

وفي نفس الوقت، فإن قرار عملية طوفان الأقصى بقيادة يحيى السنوار، رئيس حماس في قطاع غزة، تؤكد المصادر بأن المكتب السياسي لحركة حماس وقياداتها لم تكن على علم بعملية طوفان الأقصى، وفي المقدمة الشهيد الراحل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وفي نفس الوقت، فإن الشهيد صالح العروري، نائب مسؤول رئيس المكتب السياسي ومسؤول حماس في الضفة الغربية، لم يكن على علم بطوفان الأقصى، وقد توجه وبشكل مشترك مع الأخ زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، لزيارة سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، رحمه الله تعالى، وتم إبلاغه بأننا لم نكن على علم بعملية طوفان الأقصى. وفي اعتقادي، فإن يحيى السنوار هو من أبرز الشخصيات الفلسطينية التي تدرك مفاهيم عقلية قيادات الحركة الصهيونية، بحكم القراءة العميقة للفكر الصهيوني خلال فترة الاعتقال التي دامت 20 سنة، وخاصة الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة التي تسيطر على المفاصل الأساسية للكيان الصهيوني الفاشي، خاصة بعد غياب حزب العمل والأحزاب العلمانية. وقد حل مكانهم الأحزاب الدينية اليمينية المتطرفة، حيث أصبحت نسبة المتدينين داخل ثكنات جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تجاوزت 40%. وفي حال إجراء الانتخابات للكنيست الإسرائيلي، سوف تتصاعد الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة.

وهذا يقودنا إلى عدم إمكانية تحقيق السلام في ظل استمرار الاحتلال والمنظومة الأبرتهايد الحاكمة، لن يتحقق حل الدولتين، وفي نفس الوقت، فإن القيام بعمليات عسكرية غير مدروسة يقودنا إلى هذه النتائج الكارثية والمدمرة لشعبنا الفلسطيني بشكل عام وأبناء شعبنا في قطاع غزة بشكل خاص. ولا يمكن أمام هذه النتائج الكارثية في قطاع غزة أن ندعي الانتصار، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين مائة وخمسين ألفًا، إضافة إلى أعداد كبيرة من الأسرى والمعتقلين والاعتداءات عليهم بما في ذلك الاعتداءات الجنسية، وتدمير نسبة 90% من قطاع غزة. كما أن الاحتلال قام باستغلال ما يحدث من إبادة في قطاع غزة إلى عملية ممنهجة من التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومخيماتها والقدس، بهدف تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. من غير الممكن أن يعتبر ما حدث انتصارًا للقضية الفلسطينية، خاصة وأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض للإبادة الجماعية. لذلك، فإن الخطوة الأساسية هي:

1. وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

2. تأمين إدخال المساعدات لشعبنا الفلسطيني.

3. إعادة تأمين عمل المستشفيات في قطاع غزة.

4. انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.

5. تولي السلطة الفلسطينية المعابر الحدودية.

6. إعادة إعمار قطاع غزة.

7. تولي الحكومة الفلسطينية مسؤوليتها في الضفة وقطاع غزة.

8. الدعوة لانعقاد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وإجراء حوار وطني فلسطيني وفقًا للمخرجات الحوار في موسكو والصين، يشمل إعادة مشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة ضمن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا. لذلك، فإن المطلوب من حركة حماس إعادة تقييم نتائج طوفان الأقصى وتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني.

عمران الخطيب

[email protected]