الجمعة: 01/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في جدل الاعمار

نشر بتاريخ: 01/11/2024 ( آخر تحديث: 01/11/2024 الساعة: 09:41 )

الكاتب: محسن ابو رمضان



تتزايد بالاونة الأخيرة اللقاءات والكتابات والنقاشات حول مسألة إعادة الاعمار في قطاع غزة.
وبالوقت الذي يعتبر هذا الحراك شرعي وضروري حرصا علي مستقبل شعبنا بالقطاع الذي عاني ومازال من عدوان احتلالي وحشي يمارس الابادة الجماعية والتطهير العرقي.
الا انة من المناسب ان يتم الاخذ بعين الاعتبار ان العدوان الدموي مازال مستمرا وان هناك مخططا واضحا لدي نتياهو وحكومتة الفاشية بما يسمي باليوم التالي يتضمن تشكيل ادارة مدنية وضم أجزاء من القطاع وإعادة الاستيطان بالشمال وتقسيم القطاع الي ثلاثة أجزاء.
ان الحديث عن إعادة الاعمار للقطاع لا يمكن أن يكون مفيدا بدون فهم السياق السياسي .
يرفض نتياهو كل من حماسستان وفتحستان لإدارة شؤون الحكم في غزة ويريد إعادة إنتاج الاحتلال وادارة مدنية تشكل استنساخا لروابط القري .
هناك مقترحات متعددة تحاول أن تجيب علي سؤال اليوم التالي منها مقترحات اقليمية ودولية وامريكية الا انها مازالت مرفوضة من قبل نتياهو .
ان عودة السلطة للقطاع او تشكيل لجنة فنية ذات طبيعة مهنية وتقنية مصادق عليها من السلطة مازالت مرفوضة من نتياهو الذي يريد الاستمرار بالعدوان وتنفيذ مخطط التطهير العرقي الذي يتضمن مخاطر التهجير الطوعي /القسري من خلال جعل القطاع مكان غير ملائم للعيش.
ولعل المدخل الأنسب لقطع الطريق عن مخطط نتياهو ومحاولات فصل القطاع عن الضفة يكمن بتشكيل حكومة توافق وطني تنفيذا لإعلان بكين.
لا ضير من تشكيل لجنة مهنية فنية متخصصة ولكن في إطار المنظومة السياسية الفلسطينية الموحدة وليس بالانفصال عنها .
ان مسألة إعادة الاعمار هي مسألة سياسية اساسا وليست فنية او تقنية فقط رغم اهمية البعد الفني والتقني لها.
من الهام تجاوز التفكير النمطي بخصوص إعادة الاعمار بقطاع غزة.
ما يمر بة القطاع يفوق بمراحل ما تعرض لة بعمليات العدوان السابقة الأمر الذي يتطلب آليات تفكير جديدة تبدأ من اليوم الحالي وذلك قبل الحديث عن اليوم التالي بخصوص عمليات الاعمار .
يكمن المدخل براي في إعادة تنظيم الحالة الميدانية بالقطاع وذلك عبر تأسيس إطار يضم كافة القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعمل علي إعادة إنتاج البعد الشعبي عبر احياء لجان العمل الطوعي .
ان تشكيل هذا الإطار سيساهم بالعمل علي تأمين المساعدات لمستحقيها ومنع الاحتقانات والتوترات الاجتماعية ومناهضة تجار الحرب وغلاء الاسعار والاستغلال بما يساهم في وحدة النسيج الاجتماعي كما سيساهم ذلك في افشال جهود الاحتلال بتشكيل ادارة مدنية.
ان هذا الإطار الميداني الوحدوي من الممكن أن يشكل عنوانا لشعبنا وكذلك للعلاقة مع قوي التضامن الشعبي الدولي بما يعزز من التمويل التضامني والمساند لصمود شعبنا .
وعلية فيجب وضع مسألتي الاغاثة والاعمار بالسياق الوطني الذي يعمل علي تعزيز مقومات الصمود ومقاومة مخططات الاحتلال بالطرق الشعبية.
ان حجم الدمار الهائل للبنية التحتية والمنازل والمستشفيات والجامعات والمدارس ومحطات المياة والطرقات يتطلب اعتماد مفهوم إعادة البناء كمفهوم اوسع من إعادة الاعمار خاصة إذا ادركنا انة تم تدمير اكثر من سبعين بالمئة من المباني.
ان وضع عمليات الاغاثة والاعمار بالسياق الوطني والتحرري يتطلب إعادة التفكير باليات العمل ومنة رفض آلية الرقابة التي كانت سائدة قبل العدوان الأخير كما يتطلب البحث عت خيارات تمويلية وخبراتية أوسع مثل التوجة للصين والبنك الاسيوي وائتلاف شنغهاي ومجموعة بريكس ومجموعة السبعة وسبعين والعمل علي تعزيز الروابط مع بلدان الجنوب في مواجهة عولمة الشمال الاستعمارية .
وعلية فإن عملية إعادة الاعمار (البناء )مرتبطة بصورة وثيقة مع الآفاق السياسية التي تتطلب البدء في افشال مخطط اليوم التالي لنتياهو وحكومتة الفاشية وذلك عبر العمل علي تعزيز مقومات الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي من الممكن ان تبدا بتشكيل الاطار الميداني الموحد .