الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو يُلاقي ترامب بطعن بايدن!

نشر بتاريخ: 08/11/2024 ( آخر تحديث: 08/11/2024 الساعة: 08:51 )

الكاتب: هيثم زعيتر

استبق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بالرئاسية الجديدة التي تحمل الرقم 47، باستخدام المزيد من مكائده، عبر القيام بسلسلة من الخطوات، التي تُعزز وضعه داخل الحكومة الإسرائيلية، الأكثر تطرّفاً في تاريخ الكيان الغاصب.

مُنذ البداية، كان يُراهن نتنياهو على عودة صديقه ترامب إلى الحكم - على الرغم من أنه طعنه في الانتخابات الرئاسية السابقة، التي جرت بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

كما طعن نتنياهو مُجدداً، الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، الذي يُعتبر من أكثر الرؤساء الأميركيين، انحيازاً ودعماً للكيان الإسرائيلي، خاصة خلال حرب الإبادة الجماعية، التي نفذها ضد قطاع غزة، وفي الضفة الغربية والقدس، وصولاً إلى لبنان، حيث مدّه بالدعم العسكري والمالي والسياسي بشكلٍ مُطلق.

وقد سارع نتنياهو إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات، التي يُوجه فيها رسائل إلى ترامب، ويطعن فيها بايدن، ويستعد لمرحلة جديدة في عمل الحكومة، بتعزيز وضعها، برفع عدد المُؤيدين له داخل «الكنيست» من 64 صوتاً إلى 68 من أصل 120، بعد ضمّه رئيس حزب «الأمل الجديد» جدعون ساعر إلى الحكومة مع أصواته الأربعة، ما يُمكّنه من الاستمرار بالحكومة حتى انتهاء ولايتها، بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2026.

وقد اتخذ نتنياهو، بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وبعد 22 شهراً من تشكيله الحكومة، قراراً بإقصاء وزير حربه يوآف غالانت (المحسوب على بايدن) من منصبه، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع بدلاً منه.

وكذلك بضم ساعر إلى الحكومة، وتعيينه وزيراً للخارجية، بدلاً من كاتس، بعدما كان ساعر قد استقال من حكومة الطوارئ، بتاريخ 25 آذار/مارس 2024، لعدم تعيينه في مجلس وزراء الحرب.

هذا علماً، بأن ساعر كان قد انشق عن حزب «الليكود» لخلافه مع نتنياهو، بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 2020، مُتهماً إياه بالفساد»، وشكّل حزب «الأمل الجديد»، وتحالف مع رئيس حزب «أزرق أبيض» بني غانتس، قبل قراره إنهاء شراكته معه، بتاريخ 12 آذار/مارس 2024، للانضمام إلى حكومة الطوارئ، وهو من أبرز الرافضين لإقامة دولة فلسطينية.

وبذلك، يكون ساعر مع أصوات حزبه الأربعة، قد عزز وضع حكومة نتنياهو الـ37، والسادسة التي يرأسها، نتيجة الانتخابات الـ25، التي جرت بتاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حيث تتألف من 4 تكتلات، تتمثل بـ64 مقعداً: «الليكود»: 32، «شاس»: 11، «يهودوت هتوراه»: 7، «تحالف الصهيونية الدينية»، الذي يقوده إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش: 14.

وقد استنزف نتنياهو، بايدن وفريقه، بكل دعم، خاصة بعد إنطلاق عملية «طوفان الأقصى»، بتاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وزيارة الرئيس الأميركي إلى الكيان الإسرائيلي، بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولقاء نتنياهو، وإعلان أنه «صهيوني».

يُلاحظ أن نتنياهو كان يتخذ خطوات استباقية لمُلاقاة ترامب، الذي أعطى الكيان الإسرائيلي، العديد من الامتيازات.

في طليعة ما أُقرّ خلال الفترة الماضية:

- مُوافقة «الكنيست» الإسرائيلي على مشروع قانون، بمنع إقامة بعثات وقنصليات في القدس، بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

- بعد مُوافقة «الكنيست» بالقراءتين الثانية والثالثة، بتاريخ 28 تشرين الأول/أكتوبر 2024، على مشروع قانون بحظر نشاط وكالة «الأونروا» في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، ما يعني ذلك من إلغاء لدور الوكالة الدولية، الشاهدة على نكبة الشعب الفلسطيني، وبشطب حق عودة اللاجئين، مُقدمة لإنهاء القضية الفلسطينية.

ومن ثم إبلاغ الأُمم المُتحدة، عبر رسالة، بتاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بإلغاء اتفاقية «الأونروا».

وهي مواقف تُلاقي ما كان قد أعلن عنه ترامب خلال ولايته السابقة، بين 20 كانون الثاني/يناير 2016، و20 كانون الثاني/يناير 2022، من قرارات تدعم الكيان الإسرائيلي وتكرّس يهوديته، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وفي طليعة ذلك:

- إعلان ترامب القدس المُوحدة، عاصمة للكيان الإسرائيلي، بتاريخ 6 كانون الأول/ديسمبر 2017.

- الإعلان عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، بتاريخ 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، ومن نقل السفارة إليها من تل أبيب، بتاريخ 14 أيار/مايو 2018.

- وقف الدعم عن وكالة «الأونروا»، بتاريخ 31 آب/أغسطس 2018.

- إعلان «صفقة القرن»، بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2020.

- قرار ضم الجولان إلى الكيان الإسرائيلي، بتاريخ 25 آذار/مارس 2019، والذي قابلته «إسرائيل»، بإقامة مستعمرة، تحمل اسم ترامب فيها، بتاريخ 16 حزيران/يونيو 2019.

وغيرها العديد من القرارات التي تصب في هذا الإطار.

وبذلك، تكون خطوات نتنياهو، تُلاقي طروحات ترامب، لتنفيذ بنود «صفقة القرن» - التي على الرغم من أن الرئيس بايدن، قد أعلن عدم مُوافقته عليها - إلّا أنه استمر بتنفيذ غالبية بنودها.

بعد إعادة انتخاب ترامب، رئيساً للولايات المُتحدة الأميركية، لولاية 4 سنوات جديدة، فإن الفترة الفاصلة لتسلمه مقاليد الحكم، بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2025، ستكون عاصفة، لأن نتنياهو سيسعى إلى تحقيق أكبر مُكتسبات مُمكنة، وتكريسها على أرض الواقع، ليصل مع الرئيس المُنتخب من دون حروب، كما يُريد الرئيس الأميركي الجديد.

وتبقى الخشية من أن يبقى التحالف بين ترامب ونتنياهو، على حساب الشعب الفلسطيني والحق العربي.

لكن، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي عبّر عن رفض «صفقة القرن» في عز أوجّ ترامب، وقبل أن يُعلن عنها، أكّد في أول تعليق فلسطيني رسمي على نتائج الانتخابات، في رسالة التهنئة التي وجهها له «الثبات بالتزام بالسلام، الذي يلتزم به الشعب الفلسطيني في سعيه إلى الحرية، وتقرير المصير والدولة، وفق القانون الدولي، والتطلّع إلى العمل مع الرئيس ترامب من أجل السلام والأمن في المنطقة، على أمل أن تدعم الولايات المُتحدة - تحت قيادتكم - التطلّعات المشروعة للشعب الفلسطيني».