الكاتب: نبيل عمرو
نظرةٌ.. فابتسامةٌ.. فسلامٌ.. فكلامٌ.. فموعدٌ.. فلقاء
استقبل الرئيس دونالد ترامب اتصالات هاتفية من زعماء العالم، كلها اعتبرت بروتوكولية أو من قبيل العلاقات العامة، غير أن اتصال الرئيس عباس وإن كان ينطوي على اعتبارات بروتوكولية كالآخرين، إلا أنه ذو محتوى استثنائي يحاول عباس من خلاله فتح صفحة جديدة عنوانها الاستعداد للتعاون، بعد تجاوز مصطلح "يخرب بيتك" الذي ميّز علاقات ما بعد صفقة القرن.
وإذا كان الاتصال الأول بعد الفوز الثاني لترامب بدا هادئاً وسلسلاً وإيجابياً، إلا أن ذلك لن يقلل من المخاوف الحقيقية، التي تستبد بالفلسطينيين الذين ذاقوا الأمرّين.. سياسياً في عهد ترامب، وحربياً في عهد بايدن.
العمل مع أمريكا كالمشي على طريق إجباري، مليءٍ بالحفر والأشواك والألغام.
مع أمريكا هنالك الممكن وهنالك المستحيل، الممكن هو القليل القليل الذي يمكن تخليصه من العلاقة الاستراتيجية العميقة بينها وبين إسرائيل، كبعض المساعدات المالية والطلب من إسرائيل الرفق قليلاً بالفلسطينيين وهي تحاربهم، والوعد بدولة دون عمل جدي على تحقيقها، ونظرةٌ وابتسامةٌ وسلامٌ وكلامٌ وموعدٌ ولقاء في بيت لحم أو البيت الأبيض.
أمّا المستحيل، فهو رؤية رئيسها صاحب صفقة القرن، وقد اعتذر عن صفقته المكتوبة بحبر إسرائيلي، ليذهب إلى اتجاه آخر يختلف عن دعوة نتنياهو للإسراع في إنهاء الحرب على غزة، بما يحمله ذلك من دعوة لفعل كل شيء يستطيعه نتنياهو لإنهائها.
الفلسطينيون بل والمنطقة بأسرها وإن كانت بحاجة إلى وقف الحرب، إلا أن الحاجة الأهم هي إنهاء جذر الصراع بتقديم حلٍ للقضية الفلسطينية وتبنيه والعمل عليه وفق الشرعية الدولية لا أكثر ولا أقل.
ترامب لن يفعل هذا وإن فعل كما نتمنى فساعتئذ يكون قد جعل المستحيل ممكناً!