الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كادت العلاقة بين الرئيس الأمريكي ترامب وبين الرئيس أبو مازن ان تنجح في المرة الأولى في 2017 لدرجة ان ترامب قابل أبو مازن قبل ان يقابل نتانياهو ب25 يوما . وقد حضرت انا ذلك اللقاء معه في البيت الأبيض واستمعت الى الحديث بينهما ، ولكن نتانياهو عمل بخبث وبكل الأدوات الرخيصة حتى تمكن من تخريب تلك العلاقة.
وحين زار ترامب مدينة بيت لحم في نهاية شهر مايو 2017 قام بنيامين نتانياهو بتقديم فيديوهات تشمل تصريحات قديمة للواء توفيق الطيراوي ضد الاحتلال ، وتجميع لتصريحات قيادات عدة من القيادات الفلسطينية ما دفع ترامب الى الغضب والصراخ خلال الاجتماع مع أبو مازن واعتبر ان الامر طعنة لمحاولاته واجهاض لمساعيه لحل الصراع .
وظل نتانياهو وبمساعدة السفير الأمريكي المفسد فريدمان وصهره المخادع كوشنير يزوّرون الحقائق حتى تمكن نتانياهو ان يفسد اية علاقة بين الرئيسين ، وسوف يكرر المحاولة هذه المرة ويستخدم كل علاقات ومخابرات إسرائيل من اجل منع أي كيمياء بين الرجلين وتحويل هذه العلاقة الى علاقة عداء مباشرة على خلفية شعاره السياسي المريض ( لا حماس ولا عباس ) والذي يتدخل فيه بالحياة السياسية الفلسطينية الداخلية وكأنه يريد ان تختار إسرائيل قيادات الشعب الفلسطيني وليس ان يختار الشعب قياداته . وهو مفهوم "إسرائيلي" بامتياز حيث تحشر إسرائيل انفها وتتدخل في جميع انتخابات شعوب العالم من افريقيا حتى أمريكا الوسطى وامريكا اللاتينية . وحين يظهر أي مسؤول اممي انتقاده لفوز العنصريين والإرهابيين في انتخابات الكنيست او تشكيل الحكومة ، يصرخ نتانياهو : كيف تتدخلون في الشأن الإسرائيلي الداخلي !!
أبو مازن فهم التجربة الأولى ودفع ثمن ذلك ، ورغم محاولته فتح صفحة جديدة مع ترامب الا انه يدرك ان نتانياهو سوف يعمل "المستحيل" لتخريب هذه العلاقة بأي شكل من الاشكال وبمناسبة ومن دون مناسبة سوف يضمن عدم عودة السلطة الى غزة بل مثل القدس، وتحطيمها بشكل تدريجي في الضفة الغربية .
وفي التصور السياسي (مجرد فرضيات لغاية الان) فان مشاركة السعودية في العناوين السياسية للمرحلة القادمة على قاعدة ان لا تطبيع بين تل ابيب والرياض من دون دولة فلسطينية ، وهو ما يرفضه الليكود واليمين المتطرف في حكومة الاحتلال . وفي المتخيل أيضا ان اية عملية لإعادة اعمار غزة يجب ان تكون الامارات حاضرة فيها بخارطة سياسية واضحة تضمن تقويم العلاقة بين رام الله ودبي.
ولذلك يبدو ان العلاقة بين أبو مازن وترامب هذه المرة سوف تكون من خلال وبشهادة الأمير محمد بن سلمان . وفي كل خطوة يخطوها أبو مازن سوف يحاول ان تكون السعودية هي الطرف الثالث في هذه العلاقة .