الكاتب: حسن الفقيه
نستعيد صدى كلماتك التي حفرت في وجداننا حكاية الوطن وروح النضال
مضت عشرون عامًا وما زلت حاضرًا في قلوبنا، قائدًا ومقاتلًا وملهماً لا يعرف القنوط او الاستسلام، تحملت ما تحملت من استهداف الاعداء ونجوت في كل مرة من الموت المحتم ودست على الجراح وعلى الألم في سبيل عزة وكرامة فلسطين الوطن والدولة …..عيناك دوماً ترنو نحو برتقال يافا وعكا الجزار والقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين كي يحظى أطفال فلسطين بالحرية والأمن والأمان كما أطفال العالم وكنت أيها الرئس المؤسس أسداً جسوراً يزأر في وجه العدو الصهيوني ومن يشاركه جريمة العصر ومحرقة القرن .
يا أبا عمار، تمر فلسطين اليوم بأشد الظروف قسوة. حيث تتعرض غزة هاشم لمذبحة نازية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً حيث يبعث هولاكو من جديد ، في حين تستعر الهجمة الاستيطانية بصورة غير مسبوقة سواء كان ذلك في الضفة الباسلة أو القدس العاصمة كالنار في الهشيم ، كما تتواصل فصول الحصار والاذلال وتقطيع الأوصال والاعتقالات والاجتياحات اليومية والتي بلغت أوجها في عمليات الإعدام بدم بارد لمجاميع شعبنا ولأسرانا الأبطال .
ارتفعت وتيرة قسوة الاحتلال وزادت حواجزه، وازدادت وحشية جيش وعصابات الاحتلال ، حتى بتنا نرى آلة القتل وهي تقصف كل ما يدب على الأرض؛ المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات أضحت أهدافا مشروعة لهذا العدوان وهذا الإجرام ، عندما تقتل الطفولة وتستباح المقدسات وعندما تستهدف الصحافة ومن يوثق ويفضح هذا التغول وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل كما اغتالوا صوت الحق حين اغتالوا شيرين ابو عاقلة ، أيقونة الإعلام الفلسطيني التي نقلت صوتنا ومظلوميتنا للعالم فنحن في عين العاصفة.
في ذكراك العشرين، نفتقد حكمتك وبصيرتك التي كانت توحد الصفوف وتربط القلوب بمسيرة النضال فأنت الذي آمنت بالوحدة الوطنية فكراً وسلوكاً وممارسة وقلت إن الجميع مدعو للاشتراك والانخراط في مسيرة الثورة تحت قيادة واحدة وبرنامجاً سياسياً واحداً وبرنامجاً نضاليا واحداً تحت قيادة م ت ف ممثلنا الشرعي والوحيد .
شعبنا الفلسطيني الأبيّ بعد عشرين عاماً على الغياب الطويل اكثر تصميماً على التمسك بالثوابت الوطنية التي أرسيت وعلى البوصلة التي حددت وعلى العقيدة الوطنية التي آمنت وكرست وعلى جدلية الثورة التي فجرت وقدت .
منذ رحيلك، تراجع دور الحركة الوطنية وتضاءل ارتباطها بالجماهير، وفقدت “فتح” شيئًا من روحها التي كانت تضخ الأمل والصمود في قلوب الناس. لكننا نعدك أن نبقى أوفياء لمبادئك وقيمك ، نحمل مشاعل النضال ونواصل الدرب الذي رسمت وعبدت بدمائك الطاهرة وكفاحك الصعب والطويل والشاق . علمتنا أن فلسطين لا تستسلم، ونعدك أن الراية التي رفعتها ستظل ترفرف عالية، رمزًا للتحدي وعنوانًا للكرامة في وجه المحتل فإما النصر او النصر.