الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قبل اثنين وعشرين عاما ارسل رئيس وزراء الاحتلال ارئيل شارون جيشه مرة أخرى الى مدن الضفة الغربية بذريعة الرد على عملية تفجير قوية في فندق بارك بمدينة نتانيا شهر مارس عام 2002، وظن العالم وظن الإسرائيليين ان الجيش الذي يغزو الضفة الغربية ربما يبقى لمدة أسبوع او شهر او شهرين لمحاصرة عرفات في مقره برام الله ، ولكنه بقي 22 عاما حتى اليوم.
جميع المؤشرات الراهنة تؤكد رغبة نتانياهو وجيشه عدم البقاء في لبنان، وعدم احتلاله حتى لا تتورط إسرائيل في جنوب لبنان لـ 18 عاما كما حدث من قبل. ولكن ذات المؤشرات تؤكد ان لا رغبة عند نتانياهو في الانسحاب من قطاع غزة او العودة الى العهد السابق .
ولأجل المزيد من الوضوح ، لا يوجد أي ضغط عربي او إسلامي على نتانياهو للانسحاب من قطاع غزة، ولا يوجد أي توبيخ لسفراء إسرائيل في العواصم العربية .
كما ان الضغط الدولي يتم قمعه من جانب الولايات المتحدة التي تهدد محكمة الجنايات الدولية وتمنع اية محاكمة لإسرائيل على جرائم الإبادة ، وتحاول أمريكا استخدم مصطلح الموت الجماعي لإبعاد تهمة الإبادة عن إسرائيل .
ويعتبر اليمين الإسرائيلي ان ما حدث فرصة لنسخ وضع الضفة الغربية على قطاع غزة ، وان الجيش يجب ان يدخل الى غزة وقتما يريد وكيفما يريد بذريعة الملاحقة الأمنية الساخنة ، وبعدها سوف تتذرع إسرائيل بالإنذار الساخن ، ورويدا رويدا سوف تقول لأسباب امنية سرية حتى يصبح اجتياح قطاع غزة ملازما لكل نهار ولكل ليل.
في مواجهة ذلك لدينا سابقة الضفة الغربية. والتي بالتأكيد لا تعجب الكثير من قيادات الكفاح المسلح ، بحيث تأقلم الناس في الضفة بشكل عجيب وغريب مع وجود الاحتلال كواقع عسكري مفروض لكنهم يواصلون الحياة والانتخابات للبلديات والجامعات ويواصلون السلطة ويراكمون النضال بكل الطرق لحماية بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم واراضيهم ما امكنهم ذلك .
من حق سكان قطاع غزة على العالم ان يوقف الحرب من دون أي شرط او ربط بموضوع الاسرى ، او موضوع من يحكم غزة بعد انتهاء الحرب ، او من يقود قطاع غزة ..
إن القول أن ترامب فاز بالانتخابات ودعونا نرى ماذا يفعل هو اكبر دليل على فشل القيادات الفلسطينية والعربية في إدارة المعركة بشكل كامل ..
على القيادات العربية والفلسطينية التنسيق الكامل مع الإدارة الامريكية لوقف المقتلة التي تقع على سكان قطاع غزة بالتزامن مع أي وقف اطلاق نار في لبنان ، لوقف الإبادة ضد المدنيين ومنازلهم وبأي شكل وفورا. فلم يبق وقت للتكتيك ولا للتجارب .