الكاتب:
"هاني مصبح"
رقصة الهاكا فى البرلمان النيوزلندي وهى تعرف بالرقصة الماورية التى أداها الحزب الماوري وعدد من نوابه داخل البرلمان وهذا الحزب العريق الذى يمثل السكان الأصليين فى البلاد للشعب النيوزلندي أصحاب الأرض الأصليين والذى يعبر بذلك عن موقف الحزب الداعم للقضية الفلسطينية .
شعوب تشعر بالظلم الذى حل بهم حين يشاهدون ما يحدث للشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وإبادة جماعية فذلك يذكرهم بما حل بهم قبل عقود من الزمن وما وقع بهم من ظلم واضطهاد.
حيث قام الحزب بمراجعة قانون جرى التصويت عليه لأول مرة ويراجع معاهدة عمرها أكثر من 184 عاماً بين البريطانيين والشعب الماوري السكان الأصليين حول حكم البلاد .
وكانت رقصة الهاكا تعبيراً عن رفضهم لمشروع القانون الذى يعتبرونه النواب مساس بحقوق السكان الأصليين من شعب نيوزيلندا العريق، والاحتجاج لم يقتصر على البرلمان فقط بل امتدت الرقصة "الهاكا" وخرج المئات والآلاف فى الشوارع والميادين العامة فى مختلف أنحاء البلاد، فى مظاهرات حاشدة رفعوا خلالها أعلام فلسطين وأدوا فيها رقصتهم الشهيرة "الهاكا" وهى ما تعرف بإسم " رقصة الحرب" تعبيراً عن تضامنهم الكبير وتأييدهم القضية الفلسطينية وتلك الرقصة هى طقس تقليدي عند الشعب الماوري تعتمد على التعبيرات الجسدية التى تتناغم مع صيحات وأصوات مرتفعة للتعبير عن مشاعر الفرح أو الحزن .
وتلك الرقصة يؤديها الفريق الوطني النيوزلندي قبل كل مباراة، كانت تؤدى عند المعارك استعراضا للقوة والشجاعة ولإخافة الخصم وأيضاً عند حلول السلام لتجسيد الفخر والقوة والوحدة .
برزت رقصة الهاكا فى المظاهرات الداعمة لفلسطين فى نيوزيلندا في مختلف المدن والشوارع ورفعت أعلام فلسطين أثناء آداء رقصتهم الشهيرة حيث عبر بها الماوريون عن رفضهم لعدوان الإحتلال الإسرائيلي ولما يمارسة بحق الشعب الفلسطيني من ظلم واضطهاد وتهجير، لما يذكرهم بما عانوا من استعمار لبلادهم .
وبدلا من تصحيح الأخطاء التى حلت بعدد من شعوب الأرض قديما وإعادة الحقوق لأصحابها ونحن نعيش في زمن متقدم وعصر حديث إلا أنه مازال هناك من يمارس نفس الجرائم بحق السكان الأصليين لأصحاب الأرض كما يحدث الآن مع الشعب الفلسطيني من تطهير عرقي وإبادة جماعية أمام أعين العالم كله، ولكن اليوم يختلف عن الماضي، قديما كانت تمارس الجرائم دون فضحها بشكل واضح أما الآن فكل شعوب الأرض وأحرارها يشاهدون ما يجري ويرفضون ما يحدث رفضاً قاطعاً والكل يتضامن حسب ثقافتهم معبراً عن ذلك كما فعل الشعب النيوزلندي العريق من خلال رقصة الهاكا الشهيرة.
ولكل شعب عاش الظلم رقصتة الشهيرة وتبقى رقصة أصحاب الأرض هي التاريخ والهوية والشاهدة على جريمة المغتصب والذى حتما سينتصر أصحاب الأرض ويزول الإحتلال .