الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يعجبني كثيرًا ما يفكر به ويكتبه أستاذنا وزير الإعلام السابق الكبير نبيل عمرو، لأن ما يكتبه يتجاوز الجرأة ويصل إلى مرحلة طرح التشخيص السليم واقتراح الحلول.
وبحسب رأيه، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو اتفاق بين أولياء الأمور (أمريكا وإيران)، وأن إسرائيل وحزب الله اضطرا لابتلاع الهدنة رغم عدم قناعتهما ببنودها.
وفيما يتعلق بتعيين نائب للرئيس، يرى نبيل عمرو أن هذا أمر فرض على الفلسطينيين من الخارج، وهو لا يعالج الخلل ولا الأزمات الشرعية والتشريعية.
الرئيس وحده، ونائب الرئيس لن يكسر وحدته ولن يجعل التشريعات المعطلة تعود. والشعب محاصر وجائع، والناس ثكلى، ونواب الشعب في زنازين السجون. وحتى مبنى البرلمان في غزة تم نسفه بالمتفجرات، ومقرات القدس مغلقة منذ 22 عامًا، ومقر البرلمان المؤقت في أبو ديس لم يُستكمل بناؤه.
وبرأيي، إن ثلاثة عوامل دفعت لوقف إطلاق النار في لبنان (ولا يوجد أي عامل فيها عربي أو إسلامي):
عامل أمريكي: سقوط بايدن وحزبه ومرشحته في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس، لأن بايدن أعلن من قبل أنه يرغب في إيقاف الحروب.
عامل أوروبي: قرار اعتقال نتنياهو كمجرم حرب من محكمة الجنايات الدولية، وهو أمر مؤثر في شخصية رئيس وزراء الاحتلال وقراراته.
عامل لبناني: قوة وبأس المقاتلين في لبنان وغزة، وقد لاحظنا مدى تأثر الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأعداد القتلى والجرحى.
لا يوجد أي عامل عربي أو إسلامي مؤثر في قرارات إسرائيل أو أمريكا أو الغرب، فقد نجحوا في الحفاظ على المرتبة الأولى في الفشل للعقد الخامس على التوالي، ولم تستطع الأمم الأخرى سحب هذه الميدالية من بين يديهم، ميدالية صفر على الشمال.
اليوم الجمعة دخل عامل رابع وهام (ليس عربيًا ولا إسلاميًا) وهو عامل إسرائيلي بامتياز. ما بدأه نتنياهو من إجراءات عزل المستشارة القضائية للحكومة جيلي مياره بالتزامن مع إعلان رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي رغبته في الاستقالة... هذا العامل فيه بابان كفيلان بفتح نار جهنم على حكومة نتنياهو، وخصوصًا إذا دخل باب تجنيد الحريديم إلى الأزمة المستعرة.
لغاية الآن، تشير التقديرات إلى أن هناك صفقة أمريكية دولية معقدة لوقف الحرب على غزة. وبعيدًا عن الانفعال العاطفي، فإن كل ما قيل حول هذا الأمر هو (كلام في كلام)، ولكن تجربة وقف إطلاق النار في لبنان تشير بوضوح إلى أن هذا الكلام قد يصبح برامج وخططًا قابلة للتنفيذ الفوري إذا أرادت أمريكا ذلك.