الكاتب: د. محمد عودة
أولويات ترامب محليا إيجاد مخارج لمعضلات أمريكا الداخلية بما فيها الهجرة اما عالميافانه سيعمل على وقف الحرب في أوكرانيا أما في الشرق الأوسط كما يقول مستشاروهان إطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين في غزة يجب ان لا يرتبط باي شروط ولا علاقة له باليوم التالي ولا حتى بمستقبل غزة ولربما يعيد النظر حتى بصفقة القرنأما بخصوص الدولة الفلسطينية فقد أشار المستشار مسعد بولسالى أن المناقشات حول "خريطة الطريق المؤدية إلى الدولة الفلسطينية" ستكون جزءاً أساسياً من المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ولم يأتي على ذكر المناقشات مع الفلسطينيين او حتى استشارتهم.
يقول ترامبأن الأطراف في الشرق الأوسط بما فيها السعودية لم تطالب حتى الآن بإقامة دولة فلسطينية علما أنه "ابتداء من 20 كانون الثانييناير، ستكون هناك سياسة واضحة للغاية ومحددة حول هذا الموضوع، ويجب احترامها. كما أشار بولس الى ان الأولوية ستكون لاستئناف العمل على دول أهمها السعودية لتعميم اتفاقيات ابراهام وهو يطمح لان تصبح إسرائيل في قيادة دول الشرق الأوسط الجديد.
اما بخصوص الدعم الأمريكي لإسرائيل يعلن ترامبمن وقت لآخر ان دعمه لإسرائيل لا يخضع للنقاش، وهنا نستذكر وعود قطعها ترامب على نفسه للسيدة مريم اديلسون تقضى بموافقة ضمنية على ضم الضفة الغربية او أجزاء منها وقد صرح بانه سيفي بوعده تماما كما وفى في المرة السابقة حيث نقل السفارة الامريكية الى القدس واقر بملكية اسرائيل لمرتفعات الجولان السوري المحتل.
ينسجم هذا الوعد مع ما يردده صبح مساء اقطاب الحكومة الإسرائيلية خاصة بن غفير وسموترتش الذين يطالبان بضم الضفة الغربية وتهجير السكان الى الأردن وليس هذا فحسب بل يطالبان بإعادة الاستيطان الى غزة مما سيقوض حتى صفقة القرن التي طرحها ترامب في فترة رئاسته الأولى. وقد اشارت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاحد الماضي ان الجيش الإسرائيلي اقام أكثر من 19 موقع عسكري كبير ومحصن على أنقاض 600 بناية هدمها لهذا الغرض وتقدر مساحتها ب 18كم مربع ورغم تصريحات الساسة في أمريكا برفض إعادة احتلال قطاع غزة ومع ذلك لا إجراءات تمنع بل على العكس يزداد تدفق السلاح الأمريكي.
من هم شركاء ترامب في إسرائيل؟ هلهم أمثال بيني غانس وموشي يعلون الذي دون وجل ومن على منبر إذاعة ريشت بيت الإسرائيلية صرح يوم الثاني من ديسمبر بان الجيش الإسرائيلي يمارس التطهير العرقي والابادة الجماعية في قطاع غزة؟ ام معنتنياهو وسموترتش وبن غفير هذان الأخيرين لا يتورعان عن المطالبة عبر ابواق المستوطنين بإسرائيل الكبرى والتي حسب خرائطهم ستشمل كل فلسطين وأجزاء من عدة دول عربية بما فيها السعودية.
كيف سيتعامل ترامب مع المتغيرات في سوريا؟ وهل سيقبل بتقسيم سوريا بين الجماعات المصنفة إرهابية والتي تخدم مصالح أمريكا نفسها لا بل ان الكثير من هذه المنظمات أنشأتها أمريكا وتحظى بحلفاء اقليميين ودوليين خاصه تركيا التي لها أطماع بتوسيع إمبراطورتيها المبتغاة على حساب شمال سوريا. هل سيقبل ترامب بان تضم تركيا جزء من سوريا كخطوة لتبرير ان تضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية وربما من بعض الدول العربية.
كل هذه المتغيرات تحتاج الى وقفة جادة من قيادة الشعب الفلسطيني بحيث تسعى الى تجند كل الطاقات من اجل ان يضطلع المجتمع الدولي ومؤسساته بدورهم في لجم هذا الغول الصهيوني بما يضع حدا للعدوان يتبعه خطة وبسقف زمني محدد تنهي الاحتلال الإسرائيلي وتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة كافة حقوقه وفي المقدمة حق تقرير المصير.
على قيادة الشعب الفلسطيني تجنيد دعم عربي واسلامي ينسجم مع مقررات كل من جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي يسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ويضاف الى الضغط الدولي لإنهاء العدوان.
مطلوب من قيادة الشعب الفلسطيني تصليب البرنامج الوطني القاضي بتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان إضافة الى العمل على توفير مقومات الصمود لإفشال كل المخططات القاضية بتهجير شعبنا قسراً ام طوعاً.
ان قيادة الشعب الفلسطيني مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتعزيز وتطوير الإيجابي في أدائها من جهة كما ان عليها تصويب السلبي بما يتضمن تغيير في البرامج دون المساس بالمشروع الوطني وما يترتب عليه من تغيير في الأدوات التي أخفقت في انجاز مهماتها والاستعانة بكوادر حظوظها في انجاز المشروع أكبر الوقت ليس في صالحنا وعلية وجب العمل من الان.