الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا يمكن شرق أوسط جديد ونتانياهو موجود.. لماذا يخشى نتانياهو من مروان البرغوثي؟

نشر بتاريخ: 22/12/2024 ( آخر تحديث: 22/12/2024 الساعة: 10:35 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام





لا مانع عندي من مصطلح شرق أوسط " جديد" ، ولا شيء يعجبني في الشرق الأوسط " القديم " ، شرق أوسط غبي ومجنون وظالم ، شعوبه مقهورة وفقيرة وحكامه اغنياء واغبياء وجبناء امام الأعداء وغلاظ القلوب على أبناء شعبهم . لم يعجبني لا في السياسة ولا في مستوى الحياة ولا في شكل الحكم ، وحتى منابر الأديان صارت بزنس لجماعة افراهام ، وحتى دور العبادة صارت مقرات لأجهزة الامن . ولكن الذي يرفع شعار أوسط جديد هم القدماء ، قدماء في العمر وفي الفكر وفي الرؤية .
ترامب ليس جديدا ولا من أصحاب نظريات الحداثة والتنوير ، ونتانياهو مجرم مدان بالإبادة والعنصرية من الجنائية الدولية ومطلوب اعتقاله في 120 دولة بتهمة جرائم الحرب ، والادهى من ذلك ان الطغاة في الشرق الأوسط هم اول من يصفق لشرق أوسط جديد !! فهل يقصدون ان يبقوا هم وان يصار الى تغيير الشعوب مثلا !!

سوريا
لا مشكلة لدينا كفلسطينيين في تطور الاحداث في سوريا ، ونتمنى للشعب السوري ان يختار قيادة تليق به وبطموحاته . وسوريا مع نظام حكم الأسد لم تكن معادلة حاسمة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ، وظل الأسد يقول ( سوف نرد في الزمان المناسب والمكان المناسب ) حتى هرب في الزمان المناسب والى المكان المناسب له .

تركيا \ روسيا \ ايران

اثبتت الحرب ان الدول الإقليمية غير العربية تعمل من اجل مصلحتها ومن اجل حضورها على الساحة الدولية . وهذا درس لكل القادة الفلسطينيين والعرب ان يعرفوا ان السياسة علم خطير ورمال متحركة ، وان من يغمض عينيه ويسير على الحافة ليس في مأمن من السقوط . ايران تعمل جاهدة لتصبح دولة نووية ، وتركيا استعادت حلمها بحكم بلاد العرب مرة أخرى باسم الخلافة ، وروسيا محترفة في صفقات السلاح والدفاع عن مصالحها ومستعدة لتتحالف من الشيطان من اجل مصلحتها .

صفقة التبادل ووقف اطلاق النار


لا اشعر بعد ، ان هناك شيء اسمه إسرائيل . بل هناك شخص اسمه نتانياهو يريد ان يركب كل موجة ليطفو ويبقى هو وعائلته على سدة الحكم . الكنيست لا يقرر ، والمحكمة العليا لا تقرر ، والكابينيت مجرد أداة في يد نتانياهو ، والحكومة مجرد ديكور , نتانياهو هو الذي يقرر كل شي ويفعل ما يريد .. لا يوجد جمهور إسرائيلي ولا شعب يهودي بل يوجد نتانياهو يقودهم بطريقة ( قولوا ما تشاؤون وانا افعل ما اشاء ) .
يعمل على جعل وقف اطلاق النار وصفقة التبادل لصالحه شخصيا ولا يهم لو مات جميع الاسرى الإسرائيليين . المهم ان يبقى هو .
يعمل في الساعات الأخيرة على رفع سعر الأسير مروان البرغوثي ، وبالمقابل تستطيع حما س ان ترفع سعر الضباط الاسرى لديها . ولو قال نتانياهو انه لا يريد اطلاق سراح مروان البرغوثي وغيره من القادة ، تستطيع حما س ان ترد بانها لا تريد اطلاق سراح الضابط برتبة لواء .. وهكذا .
لو كان شارون على قيد الحياة لاطلق سراح مروان البرغوثي فورا . ولو كان أي زعيم إسرائيلي اخر لما تردد في ذلك ، ولكن نتانياهو يخاف شخصيا من مروان البرغوثي . لا يريد لاي قائد فلسطيني مثل مروان ان يكون في الضفة الغربية وان يلتف الناس حوله ويحترمونه . من شدة خوف نتانياهو من مروان البرغوثي صار لا يريده ان يكون في قطر ، ولا في تركيا ولا في مصر .
جميع سكان الأرض استفادوا من تجربة بشار الأسد . الا نتانياهو لا يفهم ان أيام حكمه انتهت وانه يلعب في الوقت الضائع ، وان التاريخ سوف يكتب على قبره عبارة واحدة ( 7 أكتوبر ) .