الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحضور الفلسطيني في دمشق بعد التغيير

نشر بتاريخ: 24/12/2024 ( آخر تحديث: 24/12/2024 الساعة: 09:25 )

الكاتب: نبيل عمرو

توقعنا أن تكون فلسطين أقوى حضوراً في المرحلة الدقيقة التي توصف بالمؤقتة في سوريا، وذهبنا بالتوقع حد افتراض قيام الرئيس محمود عباس بزيارةٍ لدمشق، والالتقاء بزعيم سوريا الجديد السيد أحمد الشرع.

لماذا؟ ليس الأمر بالوقوف ضمن الطابور العربي الذي قصد دمشق، كما لو أنه يقدم تهنئةً بسقوط الأسد، وتهنئة مقابلةً بتصدر الشرع للمشهد، كقائد للإطاحة والتغيير.

الأمر فلسطينياً في خلفيته ومقاصده ينطلق من واقع التأثير السوري المباشر في الشأن الفلسطيني سلباً وإيجاباً، ذلك أن الفلسطينيين يتفردون عن كل العرب بما يتصل بالشأن السوري. فإذا كانت سوريا تهم الدول العربية من منطلقاتٍ قوميةٍ ومصلحيةٍ قطرية، فهي بالنسبة للفلسطينيين إلى جانب ذلك قضية داخلية بحكم وجود مئات ألوف الفلسطينيين مقيمين على أرضها في مخيماتها ومدائنها وقراها، وحتى في بنى الدولة ومؤسساتها.

وبحكم التأثر المباشر للقضية الفلسطينية من قبل أي نظام حكم في سوريا، وسياساته وسلوكه، والأمر لا يتصل بالجغرافيا والديموغرافيا فقط، فهذا يحتم البقاء الدائم على تماسٍ مع كل ما يحدث فيها.

الوضع الانتقالي في سوريا الذي قد يطول فوق المدة الافتراضية له، يحتم حصول الفلسطينيين على إجابات محددة حول أسئلة كثيرة تتصل بالقضية الفلسطينية وتطوراتها، والمؤثرات التي تصيبها في الصميم.

ما ليس للفلسطينيين دورٌ فيه، هو كيف يقرر الشعب السوري وقواه الوطنية خيارهم بشأن حكم سوريا وترتيب أوضاعها الداخلية. أمّا ما للفلسطينيين من عناية واهتمام، هو كيف سيؤدي الوضع الجديد في سوريا سياساته تجاه القضية الفلسطينية، التي هي أساس كل ما يجري من أحداثٍ في الإقليم، بحيث كلما جرى ويجري انطلق منها وسيؤول إليها.

نقدّر أن الرئيس عباس إن لم يكن متاحاً له زيارة دمشق، فينبغي إيجاد طريقة للدخول على الوضع الجديد فيها.