الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

على فتح التدخل في مخيم جنين وفورا

نشر بتاريخ: 25/12/2024 ( آخر تحديث: 25/12/2024 الساعة: 13:28 )

الكاتب:

رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

أضحت الاحداث في مخيم جنين هي الشغل الشاغل للنخب السياسية وللمجتمع الفلسطيني كله . دور الفصائل كان ضعيفا وبالحد الأدنى ودور النخب كان الأضعف ، فيما حاول البعض جر الاعلام الفلسطيني الى معركة جانبية بين مؤيد للمسلحين وبين مؤيد لأجهزة الامن ولكننا لن نكرر تجربة 2007 حيث صار الاعلام هو المحرك الأول للانقسام بدلا من ان يكون هو الجسر الذي يربط بين الأطراف ، وساعد في تأزيم ازمة جنين وسائل اعلام عربية حاولت ان تظهر أجهزة الامن على انها طرف لوحده مقابل طرف اخر لوحده بعيدا عن ابعاد الصورة متكاملة .

بعد الحديث مع جميع الأطراف المعنية والتي تظهر قلقا بالغا من تدهور الأمور الى خانة لم نكن نريد الوصول اليها . استمعت الى وجهات نظر معظم الأطراف ، وصولا الى نتيجة ان لا أحد اطلاقا يريد للأمور ان تذهب بعيدا وان كل قطرة دم من أي فلسطيني تراق في معارك جانبية هي طعنة أخرى في ظهر غزة التي تواجه مقتلة كبرى منذ 444 يوما .

بعد عشرين يوما من احداث جنين يبدو ان الاحتلال يراقب وسوف يتدخل فور حل المشكلة لفرض اجنداته .

لذلك ان حل مشكلة مخيم جنين يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد يأخذ بعين الاعتبار الظروف المعقدة التي تعيشها الضفة الغربية، بما في ذلك الأبعاد السياسية، الاجتماعية، والأمنية. الخيار الأفضل يعتمد على تحقيق التوازن بين الحزم الأمني والحوار السياسي والاجتماعي.

والحزم الأمني يعني استخدام أجهزة الأمن وفرض القوة

• استعادة النظام بسرعة إذا تم التنفيذ بحزم ودقة.

• تقليص نفوذ المسلحين.

• تفويت الفرصة على المستوطنين وتعزيز سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.

ولكن

• قد يؤدي إلى تصعيد المواجهات والعنف.

• قد يزيد من فقدان الثقة بين السكان المحليين وأجهزة الأمن.

• يمكن أن يستغل الاحتلال الإسرائيلي الوضع لتبرير تدخلاته.

امّا تدخل حركة فتح لحل المشكلة بأدواتها

• تمتلك حركة فتح جذورًا مجتمعية في المخيم، مما يسهل التواصل مع الفصائل والأفراد.

• قد يُساهم في تهدئة التوترات بشكل أقل تصادمًا.

• تعزيز صورة فتح كقوة سياسية مسؤولة.

ولكن

• قد لا يكون حسما شديدا ظاهرا للعيان وللاعلام .

• يعتمد النجاح على مدى وحدة حركة فتح ومصداقيتها في المخيم.

• قد يستغرق هذا النهج وقتًا أطول لتحقيق الاستقرار.

الخيار الأفضل

الحل الأنسب قد يكمن في الجمع بين النهجين:

1. فتح المجال للحوار المجتمعي والسياسي بقيادة حركة فتح، مما يعزز الثقة ويخلق قاعدة للحل طويل الأمد.

2. دعم هذا الحوار بوجود أمني محايد وذكي لضمان تطبيق القانون وحماية المجتمع من أي تصعيد.

بهذا النهج، يمكن تقليل المخاطر الأمنية والسياسية وتوفير حلول مستدامة بدلًا من اللجوء إلى القوة فقط، التي قد تؤدي إلى تعقيد المشكلة بدلًا من حلها.