الكاتب: ربحي دولـــة
منذ أن وطأت قدم أول محتل لهذه الأرض عمل الكل الفلسطيني على مواجهته بكافة السبل المتاحة، حيث انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة قبل نحو ستون عاما من أجل دحر هذا المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، حيث عملت على تجنيد أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا للمشاركة في معركة التحرير والتصدي للاحتلال وممارساته ، وفي العام ١٩٧٤ تبنت منظمة التحرير المشروع الذي تقدمت به الجبهة الديمقراطية وقد أطلق عليه المشروع السياسي الفلسطيني والذي ينص على إقامة دولة فلسطينية على أي شبر يتم تحريره ، وفي عام ١٩٨٨ أعلن الشهيد الخالد ياسر عرفات وثيقة الاستقلال ، حيث أعلن عن المشروع السياسي الجديد الذي ينص على اقامة دولة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ .
جاء هذا الاعلان خلال انتفاضة الحجارة التي جاءت استمراراً للعمل الثوري الذي بدأ منذ عشرات السنين هذا التزاوج بين العمل الثوري والجماهيري نتج عنه توقيع اتفاقية اوسلو والتي نصت على إقامة السلطة الفلسطينية على الارض الفلسطينية نحو إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران وفق ماجاء في وثيقة الاستقلال، حيث بدأت السلطة الفلسطينية ببناء مؤسسات الدولة وقد اتخذت الفصائل الفلسطينية المعارضة مناطق ما يسمى الف مركزاً لبناء تشكيلاتها العسكرية تحت شعار مقاومة المحتل وكان نشاطها في واقع الأمر هو - تخريب العملية السياسية- والتي اتخذ المحتل هذه الأنشطة ذريعة كي يتهرب من استحقاقاته التي التزم به وفق هذه الاتفاقات ، حيث أن الاحتلال وبلا شك هو المشكلة بحد ذاتها وقادته لا يريدون الالتزام لكن ايضاً التغريد خارج السرب من قبل تلك الفصائل كانت المبرر للمحتل الذي اقنع العالم بضرورة عدم التزامه لأن الدولة الفلسطينية ستكون مصدراً للارهاب تهدد وجود دولة الكيان .
بعد هذا التهرب وانغلاق الأفق السياسي جرت انتخابات للمجلس التشريعي عام ٢٠٠٦ فازت فيها حركة حماس بغالبية اعضاء المجلس التشريعي كنتيجة طبيعية بعد انسداد الافق السياسي وحب الناس بالتغيير بعد عشر سنوات على المجلس التشريعي الاول الذي فتح تشكل فيه الاغلبيه وكانت الانتخابات حرام شرعا عند حماس حيث شكل الراحل إسماعيل هنية حكومة برئاسته وبعد عام قامت هذه الحركة التي بنت جهازها العسكري في ظل السلطة بالانقلاب على نفسها وسيطرت على قطاع غزة بقوة السلاح وقتلت المئات من ابناء حركة فتح منتسبي الأجهزة الامنية ، حيث عانى قطاع غزة وسكانه مرارة العيش نتيجة هذه القرصنة التي قامت بها حماس والسيطرة على مقدرات الشعب هناك لصالح عناصرها ومنتسبيها , فيما زاد الفقر والحاجة هناك. فدفعت الالاف من الشباب إلى الهرب نتيجة سوء الحال هناك؛ وبعد سنوات من حكم حماس لقطاع غزة تعرض هذا القطاع إلى العديد من المرات لعدوان دفع فيه هذا الشعب الثمن الغالي والكبير نتبجة تصرفات حماس التي اتخذها هذا المحتل ذريعة لمهاجمة شعبنا ومقدراته كان آخر عدوان ومازال مستمرا حتى اللحظة بعد أحداث السابع من اكتوبر وما نتج عنه من تدمير للقطاع بالكامل واستشهاد عشرات الالاف ومئات الالاف من الجرحى والاسرى .
تريد حماس تحويل مدن الضفة الغربيه إلى ركام كما حصل في القطاع من خلال صرف الاموال الطائلة لاضعاف السلطة الفلسطينية تحت مسمى المقاومة والذي يتعاطف مع هذا الاسم البعض من شعبنا لكن في حقيقة الأمر ممارسات هذه المجموعات والتي أغرقتها ايران بالأموال عبر وكيلها الحصري حماس بإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني لتقديم هدية للاحتلال على طبق من ذهب .
إن هذا المشروع جاء بعد أن قدم شعبنا عشرات الالاف من الشهداء ومئات الالاف من الجرحى والاسرى من أجل الوصول اليه وأن كل من يعمل على تخريبه او المساس به هو توافق وتساوق مع المحتل الذي لايريد أن يرى كيانا فلسطينيا وإنما يريد أن يكون هناك كانتونات فلسطينية تعيش حالة من الصراع الدائم كي يرتاح المحتل ويتنصل من التزاماته .
ومن هنا المطلوب من الكل الفسطيني أن يتمسك بهذا المشروع وأن يتصدى لكل من يحاول المساس به لأنه ملك هذا الشعب ومن حقه أن يعيش بأمن وأمان تقوده سلطة واحده وصولاً إلى الاستقلال الناجز كي يعيش في ظل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.