الكاتب:
مروان أميل طوباسي .
رغم ان اليوم هو ذكرى ميلاد الثائر الانساني والفلسطيني على القهر عيسى أبن مريم الذي انزله رفاقه عن الصليب وما زال شعبه يسير في درب الآلام الذي سار فيه ومعلقا على صليب المعاناة نفسه ومن أصحابه ذاتهم ، وهو يوم يعطينا الامل بأن شغبنا سينزل عن صليب المعاناة وينتصر حينها الحق بنا .
ألا اني اليوم أشعر بحيرة في نفسي بين الإيمان بجمال ومعنى كلماته عن العدالة المحبة والسلام والحق عندما قال اعرفوا الحق والحق سيجعلكم أحرار ، وكلمات الشاعر الثائر ناظم حكمت والواقع الذي نعيشه هذه الايام وفي هذه الذكرى ، حين قال "إن أجمل الأيام هي تلك التي لم تأتِ بعد ". أحيانا أجد نفسي مؤمناً بذلك ، وأحياناً أخرى صار يبدو لي ان الأمل بالأيام الاجمل يبتعد مع كل ما نشهده من دمار ومعاناة وتدمير . لقد فقدنا اليوم الى حدٍ كبير في حياتنا الكثير من معاني الجمال ، بل ان الجمال قد قارب ان يُقتل فينا ، ليس فقط بسبب ما نواجهه من وحشية وعدوان ، ولكن أيضا بسبب ما نصنعه نحن لأنفسنا وبأيدينا من أفعال تُفقدنا جمالية إنسانيتنا بمعاني التفاؤل في وحدتنا بوطن واحد لا نملك سواه اذا أردنا ان لا يُسرق الوطن منا ويبقى لنا ، فتبتعد عنا تلك الأيام الأجمل .
ربما أصبحت الحكمة تكمن اليوم برأيي في أن الجمال ليس حكراً على الأيام التي لم تأتي بعد ، في قول ناظم حكمت عنها ، بل هو في قدرتنا نحن على خلق معنى لها حتى ونحن نعيشها اليوم لأنها ربما لن تاتي بعد ان لم نُدرك ما نريد منها ومن نحن فيها وفي ما نصنعه لأنفسنا حتى نبقى متفائلين لنرى الجمال وتلك الايام الآتية علينا ، رغم كل ما يحيط بنا من ظُلم وظَلام ومحاولات أستهدافنا بحسم المعارك الجارية مبكراً كما يريدون .