الجمعة: 03/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

يوم التقيت الرئيس كارتر.. يرحل بعد 100 عام حافلة بالأحداث والبحث عن "السلام"

نشر بتاريخ: 31/12/2024 ( آخر تحديث: 31/12/2024 الساعة: 09:18 )

الكاتب: هيثم زعيتر



يطوي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، 100 عام من عمره، كانت حافلة في القسم الأكبر منها، بالكثير من الأحداث، الذي تميّز بها عن عدد كبير من قادة العالم، والتي يشهد له بها مُحبيه ومُؤيديه وخصومه على حدٍ سواء.
الرئيس الأميركي، الذي رفع شعار السلام وعمل لأجله، تُوفي "بسلام"، يوم الأحد في 29 كانون الأول/ديسمبر 2024، في المكان الذي تلقّى فيه خلال العامين الأخيرين، رعاية تلطيفية للمُسنين في بلاينز بولاية جورجيا في الولايات المُتحدة الأميركية، حيث أبصر النور بتاريخ 1 تشرين الأول/أكتوبر 1924.
مُنذ الطفولة، كنا نسمع عن الرئيس كارتر، الذي تسنّى لي اللقاء به، أكثر من مرة في لبنان والضفة الغربية في فلسطين المُحتلة.
ومن بينها، اللقاء الخاطف الذي أجريته معه، مساء يوم الأربعاء في 26 آب/أغسطس 2009، في "فندق غراند بارك" برام لله في الضفة الغربية، ونُشر في الصفحة الأولى من جريدة "اللـواء"، يوم الجمعة (28 منه).
كان الرئيس كارتر يزور رام لله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيام بجولة على مناطق في الضفة الغربية مع مُنظمة "الحكماء"، وهي مجموعة مُستقلة من زعماء العالم البارزين، تجمعوا بمُبادرة من الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا.
أكد أن "هدف "الحكماء"، تجنيد نفوذهم وخبراتهم في دعم جهود بناء السلام في العالم، والمُعالجة في الأسباب الرئيسية لمُعاناة البشرية، وتعزيز المصالح البشرية المُشتركة".
وشدّد في اللقاء السريع والخاطف على أننا "نتحدث عن السلام، وتسوية المسائل بين الشعوب التي تُعاني من المشاكل، ونحن لا نُمثل أيَّة حكومة، بل نحن هنا للاطّلاع وليس التفاوض، ونُريد تطبيق القانون الدولي لجلب الإسرائيليين إلى السلام، وليس وقف الاستيطان فحسب، إنما تفكيك وتخفيف المُستوطنات، وأيضاً المُساعدة في دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وكان الرئيس كارتر واضحاً باتهام القادة الإسرائيليين بـ"الرغبة في استعمار الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية المُحتلة، وصولاً لإجهاض التوصل إلى حلٍ للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني على أساس مبدأ حل الدولتين".
وذلك بعدما كان واحداً من أكثر الرؤساء الأميركيين انحيازاً لصالح الكيان الإسرائيلي، وفي عهده وافق على تسليم المُناضل زياد أبو عين إلى الكيان الإسرائيلي في كانون الأول/ديسمبر 1981.
يرحل الرئيس الأميركي الـ39 للولايات المُتحدة الأميركية بين العامين 1977-1981، وفي سجله أنه:
- تمكن من فتح "كوة" في جدار الصراع العربي - الإسرائيلي، بتوقيع "اتفاقية كامب ديفيد" بين مصر والكيان الإسرائيلي، الذي قام بتوقيعه الرئيس المصري الأسبق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي - آنذاك - مناحيم بيغن، بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 1978.
- الرئيس الأميركي الوحيد، الذي نال "جائزة نوبل للسلام" في العام 2002 وهو خارج الحكم، بعدما قدّم طلب ترشيحه لنيلها بعد توقيع "اتفاقية كامب ديفيد"، لكن كان ذلك بعدما انتهت المُهلة المُحددة.
- الوحيد الذي احتفل من الرؤساء الأميركيين الـ47، حتى الآن، بعيد ميلاده الـ100 في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
- شارك بالاقتراع عبر البريد في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي جرت بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لصالح مُرشحة "الحزب الديمُقراطي" كامالا هاريس.
- زواجه من روزالين كارتر، كان الأطول، ودام 77 عاماً، بين 7 تموز/يوليو 1946 و19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
- كان قد انتخب حاكماً لولاية جورجيا وعضواً في مجلس الشيوخ.
بعد فشله بالفوز بالانتخابات الأميركية لولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر 1980، أمام الرئيس "الجمهوري" المُمثل السابق وحاكم فلوريدا رونالد ريغان، توجّه لتأسيس "مركز كارتر لتعزيز حقوق الإنسان وتوسيعها" في العام 1982، الذي عمل من خلاله بهدف تحقيق السلام وضمان الديمُقراطية وحقوق الإنسان، ومُراقبة الانتخابات، وبذل الجهود لمنع الأمراض واستئصالها في الدول النامية.
وقد وثّق كارتر مسيرة حياته ومُذكراته السياسية والشعر في أكثر من 30 كتاباً.