الجمعة: 03/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الطبيب الإنسان.. حسام أبو صفية

نشر بتاريخ: 31/12/2024 ( آخر تحديث: 31/12/2024 الساعة: 11:59 )

الكاتب: رامي مهداوي

في خضم الإبادة البشرية القاسية والمستمرة في غزة، برزت قصة الدكتور حسام أبو صفية كرمز للصمود والتضحية الإنسانية. دكتور أبو صفية والد الشهيد.. الجريح ... الأسير، المدير الشجاع لمستشفى كمال عدوان في شمال غزة، والذي أصبح رمزاً للتحدي ضد الظروف اللاإنسانية التي فرضتها العمليات العسكرية الإسرائيلية. اعتقاله الأخير من قبل القوات الإسرائيلية في هجوم عنيف على المستشفى قد أثار موجة من الغضب والإدانة الدولية، إذ يمثل هذا الاعتقال تعدياً صارخاً على القوانين الإنسانية الدولية.

الدكتور حسام أبو صفية ليس مجرد طبيب، بل هو بطل إنساني كرس حياته لخدمة أهل غزة، خصوصاً في الأوقات العصيبة التي شهدتها المنطقة. ولد أبو صفية في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، حيث عانى وأسرته من التهجير القسري من بلدتهم حمامة في عام 1948. ومنذ ذلك الحين، كانت مسيرته مكرسة لخدمة أبناء شعبه، حيث حصل على شهادة الماجستير وشهادة البورد الفلسطيني في طب الأطفال وحديثي الولادة.

في خضم الهجمات المستمرة على غزة، تعرض مستشفى كمال عدوان للقصف اليومي من قبل القوات الإسرائيلية. وفي الهجوم الأخير الذي وقع في ديسمبر 2024، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى واعتقلت الدكتور أبو صفية إلى جانب عدد من أفراد الطاقم الطبي والمرضى. لم يقتصر الأمر على الاعتقال فقط، بل تم تفتيش المستشفى وتدميره بشكل ممنهج، ما جعل الظروف داخل المستشفى غير قابلة للعيش والعمل.

أشارت التقارير إلى أن الدكتور أبو صفية يُحتجز حالياً في قاعدة سد تيمان العسكرية، المعروفة بظروف الاحتجاز القاسية والتعذيب الممنهج. وقد أكد عدد من المعتقلين السابقين الذين أُفرج عنهم مؤخراً أنهم رأوا الدكتور أبو صفية في القاعدة وتحدثوا عن المعاملة الوحشية التي يتعرض لها هو وزملاؤه من الطاقم الطبي.

عبرت عائلة الدكتور أبو صفية عن قلقها الشديد إزاء مصيره المجهول، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري للضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل الإفراج عنه. وقد أكدوا أن الدكتور أبو صفية ما زال يعاني من إصابات سابقة تعرض لها نتيجة قصف المستشفى في نوفمبر، مما يزيد من خطورة وضعه الصحي في ظل الظروف القاسية للاحتجاز.

تعد عملية اعتقال الدكتور أبو صفية ومعاملته في الاحتجاز انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية الإنسانية، التي تنص على حماية العاملين في المجال الطبي خلال النزاعات المسلحة. إن اعتقال طبيب كرّس حياته لخدمة الإنسانية دون تقديم أي دليل على الاتهامات الموجهة إليه، يعد تعدياً على حقوق الإنسان ويمثل جريمة حرب تستوجب المحاسبة.

ندعو جميع الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة العفو الدولية ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR)، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على السلطات الإسرائيلية للإفراج عن الدكتور حسام أبو صفية وزملائه. كما ندعو المجتمع الدولي للتدخل لضمان حماية العاملين في المجال الطبي وضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين.

إن قصة الدكتور حسام أبو صفية تجسد روح التضحية والصمود في وجه الظلم والعدوان. حان الوقت للمجتمع الدولي أن يقف وقفة جادة مع أبطال الإنسانية الذين يعملون بلا كلل لإنقاذ الأرواح في أحلك الظروف. الحرية للدكتور حسام أبو صفية هي نداء للعدالة والإنسانية، ولابد أن يُسمع في كل مكان.