الكاتب: عمران الخطيب
تدعي فضائية الجزيرة حرية الرأي والتعبير وإيصال الأحداث والأخبار إلى مختلف أنحاء العالم، لكنها في نفس الوقت تُظهر اهتمامًا مزدوجًا بالقضية الفلسطينية. تقوم الجزيرة بدورها الوظيفي في تعميم نهج التطبيع مع "إسرائيل" من خلال استضافة المسؤولين في حكومة الاحتلال وأعضاء الكنيست الإسرائيلي. كما تنقل جزءًا أساسيًا من الأخبار والمعلومات التي تستند إلى المصادر الإسرائيلية بشكل خاص. من المعروف أن وسائل التواصل والإعلام العبري لديها دوافع في إيصال الأخبار التي تسهم في إثارة الرأي العام في المجتمع الفلسطيني والعربي والدولي، بحيث تصبح ما ينشر من المصادر الإسرائيلية عنوانًا للحوار والنقاش، بل يتم بناء المواقف على هذا الأساس والفبركة الإعلامية.
في إطار الدور الوظيفي لخدمة المصالح الإسرائيلية، تستضيف الجزيرة المسؤولين في حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة، وذلك ضمن منظومة التنسيق المشترك بين القنوات الإعلامية الإسرائيلية. حصلت الجزيرة على مساحة واسعة من التسهيلات عبر الإعلام الإسرائيلي، وبدعم وموافقة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. على الصعيد الفلسطيني، قامت الجزيرة بتصعيد الخلافات والتباينات القائمة داخل الساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة. وقد علمنا بأن دور الإعلام والأقلام الوطنية ومؤسسات الدراسات يتمثل في تقديم المبادرات ومقاربة بين الجهات المختلفة، كما حدث في موسكو على سبيل المثال، حيث دعت مؤسسة الدراسات للشرق الأوسط في موسكو، بتنسيق مع وزارة الخارجية الروسية، إلى تنظيم وعقد حوار الفصائل الفلسطينية، مما أسفر عن صدور بيان موسكو عام 2023.
في حين تقوم فضائية الجزيرة، وخاصة برنامج الاتجاه المعاكس، باستضافة أشخاص من أطراف مختلفة ليس من أجل الحوار والوصول إلى قواسم مشتركة، بل لزيادة الانقسام والنزاعات، سواء على الصعيد الداخلي الفلسطيني أو في إثارة الخلافات العربية السياسية والاجتماعية والمذهبية. وهناك سلسلة من الأحداث التي مصدرها الجزيرة، حيث شهدنا نهج وسلوك الجزيرة في مختلف الساحات العربية ودورها المشبوه في توسيع رقعة الخلافات.
في نفس الوقت، تقوم فضائية الجزيرة بتوظيف شخصيات فلسطينية وعربية سياسية وإعلامية وعسكرية لخدمة دور الجزيرة الوظيفي، ويتم تقديم الأموال لهم على أن يكون ذلك ضمن إطار توجهات الجزيرة. لذا نشاهد نفس الأشخاص داخل الاستوديو أو عبر سكايب أو الهاتف. لذلك، فإن الأولوية في إطار مقاطعة الشركات والمؤسسات الدولية التي تؤيد وتدعم "إسرائيل" هي مقاطعة فضائية الجزيرة القطرية، التي تمثل عنوان التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي العنصري.