الأربعاء: 08/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

سنة 2025 بلا عناوين.. بلا أدوات وبلا قيادات

نشر بتاريخ: 06/01/2025 ( آخر تحديث: 06/01/2025 الساعة: 22:37 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

هذا الموت وهذا القتل والدمار سوف يترك أثرًا كبيرًا يستمر لسنوات عديدة قادمة على جميع الأطراف، مهما حاول الشعراء تجميل الواقع. وقد تشابكت الخيوط بحيث لا يمكن تفكيكها من دون قطع بعض منها. إنها الآن أشبه بكرة من الشوك والحرير، اختلطت ببعضها لدرجة أن الحرير يبدو أشواكًا، والأشواك تبدو حريرًا.

العام الذي بدأ للتو، يخلو من القيادات التي رحلت ولن تعود، وإن القيادات التي بقيت لا تحمل فكرًا مختلفًا ولا تحمل خطًّا مغايرًا، بل هي انعكاس لحضور الغياب. ومن التجارب السابقة، فإن الذين رحلوا سوف يقودون الذين بقوا على قيد الحياة من داخل قبورهم، فقبل الحرب كان القادة الذين رحلوا أو اغتالتهم إسرائيل يقودون كل المرحلة من قبورهم. عبارات الرموز الشهداء مكتوبة على الجدران، وتتكرر في كل الاحتفالات، وتم تسمية مدن ومناطق بأسمائهم، ليس لأنهم طلبوا ذلك، بل لأن من بقوا على قيد الحياة غير قادرين على إنتاج فكر، وغير قادرين على قيادة مرحلة.

إن العام القادم سوف يكون مثل العام الماضي، إلا إذا حاولنا نحن تغيير المعادلة من خلال:

- مطلوب إنتاج فكر حر وإبداعي يليق بالجيل القديم، ولا يورث الجيل الجديد فواتير قديمة. والإنتاج الحر ليس شرطًا أن يكون ضد فكر اليوم، ولكنه يعيد قيمة المضامين ويعمل على تضييق الهوامش التي اتسعت أكثر مما يجب.

- مطلوب أدوات مناسبة وشخصيات مناسبة، فلا يمكن لمن عمل في الستينيات والخمسينيات وحمل فكرًا رياديًا آنذاك أن يتولى اليوم قيادة الفكر الريادي مرة أخرى بعد سبعين سنة!!

- مطلوب إعلام علمي لا يبحث عن الشعبوية ولا يبحث عن منافسة السوشيال ميديا بعيدًا عن التلقين و"الدروشة"، وأن يكون هذا الإعلام هو رأس الحربة في اختراق الجدران الصماء الباردة، وأن تكون مهمته إعادة هيكلة أولويات البناء والإنتاج، وليس التملق للحكومات وأصحاب النفوذ.

- البدء بعمل نماذج نجاح صغيرة، وهذه النماذج تنتشر وتكون هي القدوة في كل المجالات اقتصاديًا واجتماعيًا وأكاديميا ومهنيًا وتربويًا ورياضيًا...

- سوف نعلم يومًا، أن الفشل أصعب بكثير من النجاح. وأن النجاح أسهل بكثير من الفشل، إذا أردنا ذلك. وأن البحث عن الحلول السهلة هو مقتل كل قيادة.

- قد تتوقف الحرب، وقد تنفذ صفقة تبادل أسرى. فهل تنتهي مشكلتنا هنا؟