الجمعة: 17/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الجهود المصرية لحماية الحقوق الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/01/2025 ( آخر تحديث: 17/01/2025 الساعة: 10:33 )

الكاتب: المحامي حسن الأستاذ

تُعتبر مصر واحدة من الدول العربية الرائدة التي لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على قضيته العادلة خاصة في ظل حرب الإبادة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث برزت الشقيقة مصر كداعم رئيسي للشعب الفلسطيني ليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي ولكن أيضًا على المستوى الإنساني وسعت بكل جهد لمنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وحماية حقوقهم المشروعة.

منذ اللحظات الأولى للحرب على غزة كان لمصر دوردبلوماسي نشط في المحافل الدولية والإقليمية من خلال دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار ومناشدتها المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، مع تأكيدها القوي على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين من الاعتداءات الوحشية التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال، وعلى المستوى الإقليمي عملت مصر على توحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية؛ فقد استضافت القاهرة عدة اجتماعات عربية ودولية لبحث سبل إنهاءالصراع ودعم حقوق الشعب الفلسطيني على مبدأ "حل الدولتين"الذي يُعتبر الحل الأمثل لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

ومن أبرز الأدوار التي لعبتها مصر منذ بداية الحرب على غزةهو سعيها الحثيث لمنع تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه باعتباره أحد الأهداف التي كانت يعمل عليها جيش الاحتلال خلال حربه ضد المدنيين، فقد حذرت مصر بشكل واضح من أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا معتبرة ذلك انتهاكًا صارخً اللقانون الدولي ولحقوق الإنسان، كما عملت مصر على تعزيز التضامن العربي والدولي لمواجهة أي مخططات تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية وقد نجحت مصرمن خلال تحركاتها الدبلوماسية في لفت انتباه العالم إلى خطورة هذه القضية مما أدى إلى زيادة الضغط الدولي على الاحتلال لوقف أي محاولات تهجير.

يُعد دور مصر في حماية حقوق الشعب الفلسطيني دورًا متعدد الأبعاد حيث شمل أيضًا الجوانب القانونية والسياسية فقد دعمت مصر بقوة إلى محاسبة الاحتلال الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال المحاكم الدولية أو عبر آليات الأمم المتحدة ودعت مصر إلى ضرورة إعادة إحياء عملية السلام العادلة والشاملة التي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة على حدود عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقد أكدت مصر أن أي حل دائم يجب أن يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة بما في ذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

أما على الصعيد الإنساني فالدور المصري كان واضحاً فيتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، فمنذ بداية الحرب فتحت مصر معبر رفح في عدة مراحل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، كما سمحت بسفر الجرحى والمرضى الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية مما ساهم ذلك في إنقاذ وعلاج حياة المئات، كما أطلقت مصر حملات شعبية ورسمية لجمع التبرعات لدعم الشعب الفلسطيني مما يعكس التضامن الكبير بين الشعبين المصري والفلسطيني ولم تكتفِ مصر بالدعم المادي بل قدمت أيضًا دعماً لوجستياً وفنياً لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في الوقت المناسب.

يمكن القول انه في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية تظل مصر شريكًا أساسيًا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه فمن خلال دورها الدبلوماسي النشط ودعمها الإنساني الكبير وسعيها الحثيث لمنع التهجير القسري أثبتت مصر أنها حصن منيع للقضية الفلسطينية، ولا شك أن استمرار هذا الدور سيظل عاملًا رئيسيًافي تحقيق السلام العادل والدائم الذي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويضمن له العيش بكرامة وسلام.

*غزة/ فلسطين