الخميس: 16/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

صفقة الأسرى وإعادة الإعمار وتوحيد شقي الوطن

نشر بتاريخ: 16/01/2025 ( آخر تحديث: 16/01/2025 الساعة: 10:16 )

الكاتب: أحـمد فرّاج

لعل ما يستوقف كافة المواطنين في هذه اللحظة هو الإفراج عن أسرانا البواسل في سجون الاحتلال ، خاصة الذين يقضون أحكاماً مؤبدة تعني موتهم المحتوم داخل زنازين الاحتلال .
صفقة الأسرى ، تعني لكل والدة ووالد أسير ، الحياة من جديد، فمن اعتقل في عمر العشرين سيخرج الآن وهو في عمر الستين او يزيد ، وبما أن انتفاضة الاقصى انطلقت شراراتها بعد دخول رئيس وزراء دولة الاحتلال الى باحات المسجد الاقصى، فإن الانخراط الشعبي الواسع فيهـا جاء بعد انسداد الأفق السياسي وتوقف المفاوضات وزيادة المستوطنات ودعم غُلاة الاستيطان للتمدد على حساب المواطنين في الضفة الغربية لمنع إمكانيـة إقامة دولة فلسطينية مُستقلة، بالاضافة الى حقبة الرئيس الأمريكي جورج بوش ودونالد ترمب وجو بايدن، ومن ثم العودة الى ترمب الذي طرح صفقةً رُفضت فلسطينياً وعربياً ودولياً ، كانت ستقضي على حلم كل فلسطيني في الانعتاق من الاحتلال من خلال الاستيطان والتأكيد على حكم فلسطيني ذاتي ليس إلا، وهنا كان التوحد الفلسطيني والعربي رفضاً لها.
قطاع غزة الذي أدخل شعبنا موجات عديدة من الحروب كان نتاجها دمارٌ لكل شيء على الأرض، بحروب عديدة أصبح القطاع الآن مكاناً لا يصلح العيش فيه ، فهو يخلو من أيـة مقاومات للحياة البشرية، بدايةً من انعدام الأمن وانعدام الطعام والشراب ومتطلبات الحياة الأساسية .
ولعل قرار إنهاء الحرب هذه المرة يستدعي الوقوف لمراجعة ما حدث وافرازاته على مُجمل القضية الفلسطينية والعالم العربي والاسلامي الذي يدعم حل الدولتين وفقاً للقرارات الدولية ، ما يتطلب وحدة شقي الوطن غزة والضفة الغربية بالقدس العاصمة والتي ستؤول اليها الأحداث عاجلاً أم آجلاً كونها الفيصل في السلام والحرب، وبهذا سيُعاد رسم الخطوط العرضية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تأكيداً على ما تم التعارف عليه بتوقيع اتفاقيات سلام وتطبيع مع اسرائيل مقابل انهاء احتلالها للأرض الفلسطينية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن ، فيما سيكون للمملكة العربية السعودة ودولة قطر وجمهورية مصر والأردن الدور الأساسي والمحوري في هذا العمل الذي سيشمل دول العالم العربي والاسلامي، خلافاً لما يُشاع عن نصر عظيم حصل هنا وهناك دون النظر الى القتل والدمار الشامل لكل شيء في غزة .