الإثنين: 27/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

عاد ترمب بفكرة التهجير

نشر بتاريخ: 26/01/2025 ( آخر تحديث: 26/01/2025 الساعة: 16:26 )

الكاتب: ربحي دولة

إن المتابع لتصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترمب الأخيره والتي جاءت قبل توليه الرئاسة وبعدها بأنه سيوقف الحروب وسيكمل برنامجه الذي بدأه في الفترة التي كان فيها رئيساً لأمريكا وهي معاهدة "إبراهيم " والتي تنص على تطبيع علاقات الدول العربية مع دولة الاحتلال؛ يرى ان هذه الفكرة الاستعمارية الجوهر مغلفة بغلاف ديني على اعتبار أن كل سكان المنطقة المسلمين والمسيحيين واليهود هم سليلي ابو الانبياء سيدنا ابراهيم ، هذه الاتفاقية ستنهي حالة العداء المفترضة بين الدول العربيه ودولة الاحتلال بسبب احتلالها لفلسطين وبالتالي تعتبر هذه الاتفاقية هي إجهاض للقضية الفلسطينية وقتلها وشرعنة الوجود الصهيوني في فلسطين .

إن صفقة القرن التي جاء بها ترمب والتي قوبلت برفض قاطع من القيادة الفلسطنية باعتبارها لا تلبي الحد الادنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق الثوابت التي أعلنتها القيادة الفلسطينية وهي الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعودة اللاجئين وتحرير كافة الأسرى،

حيث تنكرت هذه الصفقة إلى كل هذا وإنما كانت تتحدث عن حكم ذاتي يطلق عليه اسم دولة ضمن كانتونات متقطعة الأوصال ولا عودة للاجئين وإنما توطينهم في البلدان التي يعيشوا فيها .

اليوم عاد ترمب إلى الساحة السياسية وبدأ بتصريحاته والتي تعودنا عليها سابقا منها تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن كي يخلو القطاع من أجل تسهيل إعادة إعماره

هذه المبادرة التي تتوافق مع أهداف اليمين الصهيوني والذي دائماً ما يدعو إلى وجوب تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه لكي تتمكن هذه الأحزاب والتي تشكل الحكومة في هذه الأيام من بسط سيرتها أكثر بل تملك هذه الأرض بالقوة بعد نهبها من أصحابها.

مبادرة شكلها إنساني لكن جوهرها استعماري بحت

لا يمكن للشعب الفسطيني الذي عانى ويلات العدوان المستمر على غزة وعاش تحت القصف والدمار وبقي صامداً على أرضه مفضلاً الموت على أن يتركها للاحتلال.

إن حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب الفسطيني نتيجة سيطرت حماس على قطاع غزة اضعفت الموقف الفلسطيني عالميا وأصبحت دول الاستعمار تحاول اللعب على هذا الوتر من خلال تعميق هذا الانقسام للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية لكن هذا لا يعني أن القيادة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني يمكنهم أن يقبلوا بترحيل مواطن واحد عن هذه الأرض مهما كان الثمن وسيبقى هذا الشعب على أرضه حتى تحقيق حلمه بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس

وستبقى الحلقة المهمة فيما يسمى معاهدة إبراهيم هي المملكة العربية السعودية والتي سعى جاهداً الرئيس ترمب إلى ضمها لمعادة سلام مع دولة الاحتلال ، إلا أن موقفها يبقى الموقف الأهم لأنها ربطت توقيعها على هذه المعاهدة بعد حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وبالتالي سيقوى الموقف الفلسطيني وسيشكل هذا الموقف ضغطاً على حكومة الاحتلال ومن خلفها أمريكا ان كانت تريد تحقيق معاهدة سلام مع العربية السعودية

نعول دائماً على هذا الموقف والذي يشكل رافعة لدعم للقضية الفلسطينية مما يسرع في تحقيق تقدم مهم في القضية الفلسطينية وخاصة أن ترمب وحسب تصريحاته مصمم على تحقيق السلام في الشرق الأوسط ووقف كافة الحروب وبما أن القضية الفلسطينية هي محور الصراع يبقى الأمل مرهون بالموقف السعودي بعدم التطبيع مع دولة الكيان حتى تحقيق الحق الفلسطيني بالدولة المستقلة.

إن الشعب الفلسطيني وخاصة بعد هذا العدوان الأخير أصبح أكثر تصميماً على الصمود في أرضه والدفاع عنها ورفض كل الحلول التي لا تلبي طموحاته بالحرية والاستقلال وستبقى قيادته أكثر صلابة حتى تحقيق الثوابت التي دفعت وشعبنا الثمن الغالي مقابل تحقيقه.

٠ كاتب وسياسي فلسطيني